- وفيها أيضا: عن أبي طالب -أحمد بن حميد- عن أبي عبد الله قلت: قد جاءت جهمية رابعة، قال: ما هي؟، قلت: زعموا أن إنسانا أنت تعرفه، قال: من زعم أن القرآن في صدره، فقد زعم أن في صدره من الإلهية شيئا، قال: ومن قال هذا، فقد قال مثل ما قالت النصارى في عيسى أن كلمة الله فيه. فقال: ما سمعت بمثل هذا قط. قلت: هذه الجهمية. قال: أكثر من الجهمية. من قال هذا؟، قلت: إنسان. قال: لا تكتم علي مثل هذا. قلت: موسى بن عقبة، وأقرأته الكتاب فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون. فقال: ليس هذا صاحب حديث، وإنما هو صاحب كلام، لا يفلح صاحب كلام، واستعظم ذلك وقال: هذا أكثر من الجهمية، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ينزع القرآن من صدوركم"(٢) وقال: في صدورنا وأبنائنا. هذا أكثر من الجهمية. ثم قلت: إنه قد أقر بما كتب به وقال: أستغفر الله، فقال: لا يقبل منه ولا كرامة، يجحد ويحلف ثم يقر، ليته بعد كذا وكذا سنة إذا عرف من الله التوبة يقبل منه، لا يكلم ويجفى، ومن كلمه وقد علم، فلا يكلم. (٣)
[موقفه من الخوارج:]
- جاء في السنة للخلال عن يوسف بن موسى: أن أبا عبد الله قيل له:
(١) الإبانة (٢/ ٣/٥٤٠/ ٦٧٩). (٢) أخرجه: ابن ماجه (٢/ ١٣٤٤/٤٠٤٩) قال في الزوائد: "إسناده صحيح، رجاله ثقات". وأخرجه الحاكم (٤/ ٤٧٣) وقال: "حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه". وسكت عنه الذهبي من حديث حذيفة بلفظ: " .. وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة، فلا يبقى منه في الأرض آية". (٣) الإبانة (١/ ١٢/٣٥٥ - ٣٥٦/ ١٦٤).