للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الخطابي: "مذهب جمهور العلماء والذي جرى به العمل في الحرمين والحجاز والشام واليمن ومصر والمغرب إلى اقصى بلاد الاسلام أن الاقامة فرادى قال الامام أبو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى مذهب عامة العلماء أنه يكرر قوله قد قامت الصلاة الا مالكا فان المشهور عنه أنه لا يكررها والله أعلم

والحكمة في افراد الاقامة وتثنية الاذان أن الأذان لإعلام الغائبين فيكرر ليكون ابلغ في إعلامهم والإقامة للحاضرين فلا حاجة إلى تكرارها ولهذا قال العلماء يكون رفع الصوت في الإقامة دونه في الأذان وإنما كرر لفظ الإقامة خاصة لأنه مقصود الإقامة والله أعلم.

فإن قيل قد قلتم إن المختار الذي عليه الجمهور أن الإقامة إحدى عشرة كلمة منها الله أكبر الله أكبر أولًا وآخرًا وهذا تثنية. فالجواب إن هذا وإن كان صورة تثنية فهو بالنسبة إلى الأذان إفراد" (١). أه

وجاء تثنية الإقامة عن أبي محذورة أن النبي علمه الأذان تسع عشرة كلمة، والإقامة سبع عشرة كلمة" (٢).


(١) شرح النووي على مسلم (٤/ ٧٨ - ٧٩).
(٢) رواه أبو داود في "سننه" (١/ ١٩١) برقم: (٥٠٢)، والنسائي في "المجتبى" (١/ ١٤٦) برقم: (١/ ٦٢٩)، وابن ماجه في "سننه (١/ ٤٥٥) برقم: (٧٠٩)، والترمذي في جامعه (جزء: ١ صفحة: ٢٣٤ حديث رقم ١٩٢)، هذا حديث حسن صحيح.
وأبو محذورة اسمه سمرة بن معير. وقد روي عن أبي محذورة: أنه كان يفرد الإقامة. قال الشيخ الألباني: حسن صحيح.

<<  <   >  >>