أم سلمة ﵂ في ذكرها زوجها قبل النبي ﷺ على أنه مذهبها في التفضيل، قال: «وروينا عن أم سلمة أم المؤمنين ﵂ أنها تذكرت الفضل ومن هو خير فقالت: ومن هو خير من أبي سلمة أول بيت هاجر إلى رسول الله ﷺ(١)، والمروي عن أم سلمة في ذلك ما جاء في سياق قصة زواجها بالنبي ﷺ من قولها: «فلما توفي أبو سلمة استرجعت وقلت اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منه، قال: «ثم رجعت إلى نفسي قلت: من أين لي خير من أبي سلمة، فلما انقضت عدتي استأذن علي رسول الله ﷺ، فذكرت قصة خطبة النبي لها ثم زواجها منه ﷺ حتى قولها: «فقد أبدلني الله بأبي سلمة خيرًا منه رسول الله ﷺ(٢) وحمل ما ورد في هذه الرواية عن أم سلمة أنه مذهبها وقولها في أفضل الناس بعد رسول الله-كما حمله ابن حزم-عجيب غاية العجب، ولقد وردت أحاديث في تفضيل أعيان من الصحابة كل واحد في أمر مخصوص كما في حديث: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وأفرضهم زيد بن ثابت وأقرؤهم أبي ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن
(١) الفصل ٤/ ١١١. (٢) أخرجه أحمد في المسند ٤/ ٢٧، ٢٨، ٦/ ٣١٣، ٣١٧، ٣٢١، والحاكم ٤/ ١٦، وصححه ووافقه الذهبي، وانظر الفتح الرباني ٢١/ ٦٧، ٦٨، وأصله في صحيح مسلم ٢/ ٦٣٣.