للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أسماء وصفات جاء بها كتابه، وأخبر بها نبيه أمته … وأنَّ له إصبعًا؛ بقول النبي : «ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن ﷿»، فإن هذه المعاني التي وصف الله بها نفسه ووصفه بها رسوله مما لا يُدرك حقيقته بالفكر والرويَّة" (١)

قال الإمام الطبري: "وأن له أصابع، لقول النبي : «ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن … » (١٧).

إلى أن قال: "فإن كان الخبر الوارد بذلك خبراً تقوم به الحجة مقام المشاهدة والسماع، وجبت الدينونة على سماعه بحقيقته في الشهادة عليه بأن ذلك جاء به الخبر، نحو شهادته على حقيقة ما عاين وسمع … ".

إلى أن قال: "فإن قال لنا قائل: فما الصواب في معاني هذه الصفات التي ذكرت، وجاء ببعضها كتاب الله ﷿ ووحيه، وجاء ببعضها رسول الله ؟ قيل: الصواب من هذا القول عندنا: أن نثبت حقائقها على ما نعرف من جهة الإثبات ونفي التشبيه، كما نفي عن نفسه جل ثناؤه فقال لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى: ١١] … ".

إلى أن قال: "فنثبت كل هذه المعاني التي ذكرنا أنها جاءت بها الأخبار والكتاب والتنزيل على ما يعقل من حقيقة الإثبات، وننفي عنه التشبيه"


(١) طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (١/ ٢٨٣ - ٢٨٤).

<<  <   >  >>