للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله : "ثم يرسل الله مطرًا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة (١)، ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتك، وردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة، ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرسل (٢)، حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس" (٣).

وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة أن النبي قال: "والأنبياء إخوة لعلات (٤)؛ أمهاتهم شتى، ودينهم واحد، وأنا أولى الناس بعيسى بن مريم؛ لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وإنه نازل … فيهلك الله في زمانه المسيح الدَّجَّال، وتقع الأمنة على الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم" (٥).

وروى الإمام مسلم عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله : "والله لينزلن عيسى بن مريم حكمًا وعادلًا. وليضعن الجزية،


(١) (الزلفة): روي بفتح الزاي واللام والقاف وروي بالفاء، وكلها صحيحة، ومعناه كالمرآة شبه الأرض بها لصفائها ونظافتها. انظر: "شرح النووي لمسلم" (١٨/ ٦٩).
(٢) (الرسل): بكسر الراء وإسكان السين هو اللبن.
انظر: "شرح النووي لمسلم" (١٨/ ٦٩).
(٣) "صحيح مسلم"، كتاب الفتن، باب ذكر الدجال، (١٨/ ٦٣ - ٧٠ - مع شرح النووي).
(٤) (إخوة لعلات): علات: بفتح العين المهملة، وتشديد اللام. وأولاد العلات: الذين أمهاتهم مختلفة وأبوهم واحد؛ أي: أن إيمان الأنبياء واحد وشرائعهم مختلفة.
انظر: "النهاية في غريب الحديث" (٣/ ٢٩١)، و"تفسير الطبري" (٦/ ٤٦٠)، تعليق محمود شاكر، وتخريج أحمد شاكر.
(٥) مسند أحمد" (٢/ ٤٠٦ - بهامشه منتخب الكنز).
قال ابن حجر: "سنده صحيح". "فتح الباري" (٦/ ٤٩٣).

<<  <   >  >>