وسعه إلا اتباعي" (١)، فينزل وقد علم بأمر الله تعالى له في السماء قبل أن ينزل ما يحتاج إليه من علم هذه الشريعة للحكم به بين الناس، والعمل به في نفسه، فيجتمع المؤمنون عند ذلك إليه، ويحكمونه على أنفسهم … ولأن تعطيل الحكم غير جائز، وأيضًا؛ فإن بقاء الدُّنيا إنما يكون بمقتضى التكليف إلى أن لا يقال في الأرض: الله، الله"(٢).
والذي يدلُّ على بقاء التكليف بعد نزول عيسى ﵇ صلاته مع المسلمين، وحجه، وجهاده للكفار.
فأما صلاته؛ فقد سبق في الأحاديث ذكر ذلك.
وكذلك قتاله للكفار وأتباع الدَّجَّال.
وأما حجه؛ ففي "صحيح مسلم" عن حنظلة الأسلمي؛ قال: سمعت أبي هريرة ﵁ يحدث عن النبي ﷺ؛ قال: "والذي نفسي بيده؛ ليهلن ابن مريم
(١) "مسند الإمام أحمد" (٣/ ٣٨٧ - بهامشه منتخب الكنز). قال ابن حجر: "رجاله موثقون؛ إلا أن في مجالد (أحد رواة الحديث) ضعفًا". "فتح الباري" (١٣/ ٣٣٤). وقد رواه عبد الرزاق في "المصنف" (١٠/ ٣١٣ - ٣١٤)، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي. ومجالد هو مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني الكوفي، روى له مسلم مقرونًا بغيره، قال في ابن حجر: "صدوق". انظر: "تهذيب التهذيب" (١٠/ ٣٩ - ٤١). (٢) "التذكرة" (ص ٦٧٧ - ٦٧٨).