وروى بسنده عن الحسن البصري أنه قال:"قبل موت عيسى، والله إنه الآن حي عند الله، ولكن إذا نزل آمنوا به أجمعون"(١).
وقال ابن كثير:"ولا شك أن هذا الذي قاله ابن جرير هو الصحيح؛ لأنه المقصود من سياق الآي في تقرير بطلان ما ادعته اليهود من قتل عيسى وصلبه وتسليم من سلم لهم من النصارى الجهلة ذلك، فأخبر الله أنه لم يكن الأمر كذلك، وإنما شبه لهم، فقتلوا الشبيه وهم لا يتبينون ذلك، ثم إنه رفع إليه، وإنه باقٍ حي، وأنه سينزل قبل يوم القيامة؛ كما دلَّت على ذلك الأحاديث المتواترة"(٢).
وذكر أنه روي عن ابن عباس وغيره أنه أعاد الضمير في قوله: ﴿قَبْلَ مَوْتِهِ ﴿على أهل الكتاب، وقال:"إن ذلك لو صح لما كان منافيًا لهذا، ولكن الصحيح في المعنى والإسناد ما ذكرناه"(٣).
ب-أدلة نزوله من السنة المطهرة:
الأدلَّة من السنة على نزول عيسى ﵇ كثيرة ومتواترة، سبق ذكر بعضها، وسأذكر هنا بعضًا منها خشية الإطالة:
١ - فمنها ما رواه الشيخان عن أبي هريرة ﵁؛ قال: قال رسول الله ﷺ: "والذي نفسي بيده؛ ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا