• وعن أبي سعيد ﵁ قال:"فيقول الله ﷿: شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين"(١)
• وأخرج الإمام أحمد من مسند أبي بكر الصديق في إثبات شفاعة الصالحين والمؤمنين قوله ﷺ: «ثم يقال: ادعوا الأنبياء، فيشفعون، ثم يقال: ادعوا الصديقين، فيشفعون، ثم يقال: ادعوا الشهداء فيشفعون (٢). (٣)
(١) أخرجه مسلم (١٨٣). (٢) ويدخل في ذلك الصديقون والشهداء والصالحون. أي وكذلك الصديقون يشفعون، الصديق: على وزن فِعِّيل، وهو من قوي تصديقه وإيمانه بالله، فأحرق بقوة تصديقه الشبهات والشهوات، وفي مقدمتهم الصديق الأكبر أبو بكر ﵁. ودرجة الصديق أعلى من الشهداء، كما في حديث: «أثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان»، فالترتيب مقصود. ثم درجة الشهداء: الشهيد: هو الذي بذل نفسه رخيصة في سبيل الله، لإعلاء كلمة الله، فإنه بذل أغلى ما يملك وهي نفسه التي بين جنبيه، فقاتل أعداء الله، لإعلاء كلمة الله. ثم درجة الصالحين: الصالحون: على تفاوتهم فيما بينهم، ١ - منهم السابقون، وهي أعلى الدرجات، وهم الذين داوموا على الفرائض والنوافل، وتركوا المحرمات والمكروهات، ٢ - ومنهم المقتصدون، وهم الذين اقتصروا على أداء الفرائض وترك المحرمات، ولم يفعلوا النوافل وقد يفعلون بعض المكروهات. ٣ - ومنهم الظالمون لأنفسهم، والظالمون لأنفسهم موحدون مؤمنون، لكنهم قصروا في بعض الواجبات، أو فعلوا بعض المحرمات، فهؤلاء عندهم أصل الصلاح وأصل التقوى، فينفعهم هذا الصلاح والتقوى في عدم الخلود في النار، ولكنهم قد يدخلون النار ويعذبون، لكن في النهاية مآلهم إلى الجنة والسلامة. (٣) رواه أحمد (١/ ٤) (١٥)، والبزار (١/ ١٤٩) (٧٦)، وابن أبى عاصم (٨١٢)، وأبو يعلى (١/ ٥٦) (٥٦)، وابن حبان (١٤/ ٣٩٣) (٦٤٧٦). قال ابن القيم في «حادي الأرواح» (٢٥٥): متواتر، وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١٠/ ٣٧٧): رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والبزار ورجالهم ثقات، وصحح إسناده أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (١/ ٢٩).