ذلك عن أحمد في رسالة مسدد وقال: إنها مكذوبة على أحمد وتكلم على راويها البردعي أحمد بن محمد وقال: إنه مجهول لا يعرف في أصحاب أحمد" (١).
والجواب على ذلك من وجوه
أولًا: أن الناقل لهذه النصوص هو شيخ الإسلام ابن تيمية ويلاحظ أن ابن تيمية لم يتبنى هذا الرأي وإنما حكاه عن قائلة، وقد سبق ذكر رأيه في الرسالة وأنه لم يسلم لابن منده طعنه في سند هذه الرواية، بل دافع عنها وقال: وأما "رسالة أحمد بن حنبل" إلى مسدد بن مسرهد فهي مشهورة عند أهل الحديث والسنة من أصحاب أحمد وغيرهم تلقوها بالقبول وقد ذكرها أبو عبد الله بن بطة في كتاب " الإبانة " واعتمد عليها غير واحد كالقاضي أبي يعلى وكتبها بخطه"(٢)
ولو كان لدى شيخ الإسلام ابن تيمية نظر في رسالة الإمام أحمد إلى مسدد لذكر ذلك، فقد ذكر عند ذكره لرسالة الاصطخري ما نصه:"ويروى هذا الكلام عن أحمد نفسه في رسالة أحمد بن سعيد الاصطخري عنه-إن صحت-"(٣) فذكر مسألة النظر في صحة سند هذه الرسالة وأشار إليها باستدراكه بقوله: "إن صحت".
(١) مجموع الفتاوى: (٥/ ١٣١ - ١٣٢). (٢) مجموع الفتاوى (٥/ ٣٩٦). (٣) انظر: اقتضاء الصراط المستقيم (ص: ٤٢١).