ثُمَّ يُخَفَّفُ، ويُقَالُ لَهَا أَيضًا: لَوْلَاءُ باللَّامِ، والأَوَّلُ أَشْهَرُ، والجُهْدُ: المَشَقَّةُ، والجَهْدُ الطَّاقَةُ، وَقِيلَ: هُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. بِدَلِيلِ قَوْلهِ [تَعَالى] (١): {وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إلا جُهْدَهُمْ} قُرِئَ بالوَجْهَينِ.
- وَقَوْلُهُ: " [إلا كِنْتُ لَهُ] شَهِيدًا". أَي: شَاهِدًا، بِمَا يَصْبِرُ عَلَيهِ مِنْ ضِيقِ العَيشِ وشَظَفِهِ.
- وَقَوْلُهُ: "أَوْ شَفِيعًا" الأشْبَهُ بـ "أَوْ" هَهانَا أَنْ تَكُوْن بِمَعْنَى الوَاو (٢).
- وَ [قَوْلُهُ: "يَنْصَعُ طِيبُهَا"] [٤]. مَعْنَى يَنْصَعُ: يَخْلُصُ، وَكُلُّ لَوْنٍ خَلَصَ مِنْ أَنْ يَشُوْبَهُ لَوْنٌ آخِرُ فَقَدْ نَصَعَ يُقَالُ: أَبْيَضُ نَاصِعٌ، وأَسْوَدُ نَاصِعٌ.
- وَ [قَوْلُهُ: "إِنَّمَا المَدِينْةُ كَالكِيرِ"]. الكِيرُ: زِقُّ الحَدَّادِ الَّذِي يَنْفُخُ فِيهِ، والكُوْزُ: القَرْنُ المَبْنِيُّ مِنَ الطِّينِ الَّذِي يُنْفَخُ فِيهِ بالكِيرِ. وخَبَثُ الحَدِيدِ والفِضَّةِ وَغَيرِهِمَا: مَا يَخْرُجُ مِنْهُمَا عِنْدَ التَّخْلِيصِ من الرَّدِيءِ الَّذِي لَا خَيرَ فِيهِ، وَفِيهِ لُغَتَانِ: خُبْثٌ وخَبَثٌ والرِّوَايَةُ بِفَتْحِ الخَاءِ والبَاءِ.
(١) سورة التَّوبة، الآية: ٧٩، بالضِّمِّ قراءةُ الجماعةِ، وبالفَتْحِ قِرَاءَة الأَعْرَجُ، وعَطَاءٌ، ومُجاهدٌ، قَال ابنُ عَطِيَّةَ في المُحَرَّر الوَجيز (٦/ ٥٧٩) "وقِيلَ: هُمَا بمعنًى واحدٍ قَالهُ أَبُو عُبَيدةَ، وقيل: هُمَا لِمَعْنيَينِ. الضَّمُّ: المَال، والفَتح: تَعَبُ الجِسْمِ". وَقَال ابنُ الجَوْزِيِّ في زاد المسير (٣/ ٤٧٧): "الجَهْدُ: لُغَةُ أَهْلِ الحِجَازِ، ولغةُ غَيرِهِمْ: الجُهْدُ، قَال أَبُو عُبَيدَةَ: الجَهْدُ بالفتح والضَّمِّ سَوَاءٌ، ومَجَازُهُ: طاقتهم. وقال ابن قتيبة: الجُهْدُ: الطَّاقَةُ. والجَهْدُ: "مَشَقَّةُ" يُراجع: مَجَاز القُرْآن (١/ ٢٦٤)، ، وتفسير غريب القرآن (١٩٠). والقراءة في الشَّواذ (٥٤)، والكشَّاف (٢/ ٢٠٤)، والبحر المحيط (٥/ ٧٥)، والدُّر المَصُوْن (٦/ ٩٠).(٢) جاء في الأوْرَاقِ المُرْفَقَةِ بالنُّسخة منقولة من خَطِّ المُصَنِّف: "أو بمعنى الوَاو، قَال جَرِيرٌ: جاء الخِلَافَةَ أَو ... " وَسَنَذْكُرُهُ في مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute