المَالُ وَوَفَّرْتُهُ أَنَا، وَمِنْهُ قِيلَ: وَافِرٌ وَمَوْفُوْرٌ، قَال أبُو الأسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ (١):
وَإِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ إِنْ كُنْتَ مَادِحًا ... بِمَدْحِكَ مَنْ أَعْطَاكَ وَالوَجْهُ وَافِرُ
- وَ [قَوْلُهُ: "وَلَا مِنْ الوَضِيعَة"]. يُقَالُ: وَضَعَ الرَّجُلُ كَمَا يُقَالُ: غُبِنَ وَوُكِسَ وخُدِعَ كُلُّهَا سَوَاءٌ، والوَضِيعَةُ: الخَسَارَةُ والنَّقْصُ.
- وَقَوْلُهُ: "لَا بَأْسَ أَنْ يَشْتَرِطَ المُقَارِضُ عَلَى رَبِّ المَالِ غُلامًا" يَجُوْزُ فَتْحُ الرَّاءِ -وَكَذلِكَ مَا رَوَينَاهُ- ويَجُوْزُ كَسْرُهَا؛ لأنَّه فِعْلٌ مِن اثْنَينِ فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مُقَارِضٌ لِصَاحِبِهِ، وَالمُقَارِضُ (٢) بِمَنْزِلَةِ المُشَارِبِ والمُجَالِسِ.
[القراضُ في العُرُوضِ]
- قَوْلُهُ: "فَإنْ فَضَلَ مِنْهُ شَيءٌ" (٣) [٧]. الأفْصَحُ فَتْحُ الضَّادِ، وكَسْرُهَا لُغَةٌ شَاذَّةٌ، هَذَا في الفَضْلَةِ الَّتِي تَفْضُلُ مِنَ الشَّيءِ فَأَمَّا الفَضْلُ الَّذِي يُرَادُ بِهِ الشَّرَفُ فَلَا يَجُوْزُ فِيهِ إلَّا فَتْحُ الضَّادِ، ولا يَكَادُ النَّاسُ يُفَرِّقُوْنَ بَينَهُمَا، وَيُرْوَى قَوْل الشَّاعِرِ: (٤)
(١) ديوانه (١٣٢) وقبله:كَسَانِي ولم أَسْتكسِهِ فَحَمِدْتُهُ ... أَخٌ لَكَ يُعطِيكَ الجَزِيلَ ونَاصِرُفي قِصَّةٍ طَرِيفَةٍ أَوْرَدَهَا أَبُو الفَرَجِ في الأغَانِي (١٢/ ٣٣١)، وياقوتُ في مُعْجَمِ اودَبَاءِ (١٨/ ١٩٣) ... وغيرهما .. وَرِوَايَةُ الدِّيوان: "حَامدًا بِحَمْدكَ".(٢) في الأصل: "مقارض".(٣) اللِّسان (فَضَلَ): "وَقَال اللِّحْيَانِيُّ: فَضِلَ يَفْضَلُ كحَسِبَ نَادِرٌ" وفي أَدَب الكَاتِب (باب فَعِلَ يَفْعُلُ) (٤٨٣) "قال أَبُو عُبَيدَةَ: يُقَالُ: فَضِلَ مِنْهُ شَيءٌ قَلِيلٌ، فَإِذَا أَرَادُوا المُسْتَقْبلَ ضَمُّوا الضَّادَ فَقَالُوا: يَفْضُلُ ... قَال: وَرُويَ أَنَّ مِنَ العَرَب مَنْ يَقُولُ: فَضِلَ يَفْضَلُ مثل حَذِرَ يَحْذَرُ ... والأجْوَدُ فَضَلَ يَفْضُلُ ... ".(٤) هُوَ الفَرَزْدَقُ، ديوانه (٩٦) (دار صادر) (٦٥٢) "الصَّاوي" وهو في اللِّسان (مَخَضَ) لجرير، =
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute