[مَا جَاءَ في أمْر الكِلاب]
قَال عَلِيُّ بنُ أَبي طَالِبٍ: "الحِنُّ: الكِلابُ المَعيّنة، قَال القُتَبِيُّ: المعيّنةُ: هِيَ التِي يُرى فوق عَينَيهَا كالعُيُوْنِ، وأَكْثَرُ مَا يَكُوْنُ ذلِكَ في السُّوْدِ، وَقَال ابنُ عَبَّاسٍ: الجِنُّ السَّوْدُ مِنَ الكِلابِ. والحِنُّ -بِحَاءٍ مِهْمَلَة - البُقْعُ مِنْهَا. وقِيلَ: الحِنُّ: سَفَلَةُ الجِنِّ، ذَكَرَهُ المُطَرِّز (١). قَال الخَلِيلُ (٢): الحِنُّ: حَيٌّ مِنَ الجِنِّ، [يُقَالُ] مِنْهُم الكِلابُ [السُّوْدُ] البُهْمُ، يُقَالُ: كَلْبٌ حِنِّيٌّ.
واعْلَمْ أَنَّ كُلَّ مُتَمَرد مِنَ الإنْسِ أَو الجنِّ (٣)، أَوْ مَا يُرَى مِنْ أَصْنَافِ الحَيَوَانِ فَهُوَ شَيطَانٌ، وتَحْتَمِلُ تَسْمِيَةُ الكَلْبِ الأسْوَدِ شَيطَانًا وَجْهًا آخرَ وَهُوَ أَنَّ الشَّيَاطِينَ مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تُتَصَوَّرَ لِلنَّاسِ في صُوَرٍ شَتَّى فَيُمْكِنُ أَنْ يَكُوْنَ أَكْثَرُ تَصَوُّرُهَا فِي صُوْرَةِ الكَلْبِ الأسْوَدِ. قَال أَبُو جَعْفَر المَنْصُوْرُ (٤) لِعَمْرِو بنِ عُبَيدٍ (٥):
(١) إعراب القراءات لابن خالويه (٢/ ٤٠١)، وابن خالويه تلميذ المطرز.(٢) العين (٣/ ٢٩).(٣) في الأصل: "ممن".(٤) أبو جعفر المنصور العباسي ثاني خلفاء بني العباس عبد الله بن محمد (ت ١٥٨ هـ).(٥) عَمْرُو بنُ عُبَيدِ بنِ بَابٍ، أَبُو عُثْمَان البَصْرِيُّ، من رؤَسَاءِ المُعْتَزِلَةِ وَقَادِتِهِمْ وَمَشَاهِيرِهِمْ. قَال ابنُ المُبَاركِ: دَعَا إلى القَدَرِ فَتَركُوْهُ. قال حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: مَا لَقِيتُ أَزْهَدَ منه، انْتَحَلَ مَا انْتَحَلَ؟ ! . وقال النَّسَائي: ليس بثقةٍ. وكاد المَنْصُوْرُ يَعَظِّمُهُ ويقُوْلُ:كُلُّكُمْ يَمْشِي رُوَيدْكُلُّكُمْ يَطْلُبُ صَيدْ =
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute