الدعاء للمشركين منه ما يكون ممنوعا ومنه ما يكون جائزا ويتضح ذلك بما يلي:
١ - ما يمنع منه كالدعاء بالمغفرة للمشركين، وذلك لقوله تعالى {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}[التوبة:١١٣].
وجاء في سبب نزولها أن عليًّا - رضي الله عنه - قال: "سمعت رجلًا يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت: أتستغفر لأبويك وهما مشركان!؟ فقال: أوَليس استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك؟ فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فنزلت:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}(٢).
قال النووي - رحمه الله تعالى -: "الصلاة على الكافر والدعاء له بالمغفرة حرام بنص القرآن والإجماع"(٣).
وكذلك من زار قبورهم فإنه لا يدعو لهم.
قال الإمام ابن باز رَحِمَه الله:"أما قبور الكفار فلا مانع من زيارتها للذكرى والاعتبار، ولكن لا يُدعى لهم ولا يستغفر لهم، لما ثبت في صحيح مسلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه استأذن ربه أن يستغفر لأمه فلم يأذن له واستأذنه أن يزور قبرها فأذن له، وذلك أنها ماتت في الجاهلية على دين قومها"(٤).
(١) شأن الدعاء ص ٩، مدارج السالكين ٣/ ١٠٦، ١١٠. (٢) أخرجه التر مذي (٣١٠١)، والنسائي (٢٠٣٨). (٣) المجموع للنووي ٥/ ١٤٤ - ٢٨٥. وانظر تعليقا نافعًا للألباني حول هذه المسألة في كتاب الجنائز ص ٩٧. (٤) مجموع فتاوى ابن باز ص ٧٨٢.