قال الرازي:"الغربة الاغتراب تقول: تغرب واغترب بمعنى فهو غريب ... والجمع الغرباء والغرباء أيضا الأباعد"(١).
جاء وصف الغرباء في حديث عَبْد الله بْن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ عِنْدَهُ:"طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ" فَقِيلَ: مَنْ الْغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ الله قَالَ: "أَناسٌ صَالِحُونَ فِي أَنَاسِ سُوءٍ كَثِيرٍ، مَنْ يَعْصِيِهمْ أَكْثر مِمَّنْ يُطِيعُهُمْ"(٢).
قال ابن الأثير:"كان في أول أمره - يعني الإسلام - كالغريب الوحيد الذي لا أهل له عنده، لقلة المسلمين يومئذ، وسيعود غريبا كما كان: أي يقِلُّ المسلمون في آخر الزمان فيصيروا كالغرباء"(٣).
فالغرباء هم أهل الأثر المستمسكون بالسنة يوم ينفض الناس عنها وهم المصلحون وهم الموحدون وهم أهل السنة والجماعة.
* الغرباء للآجري. كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة. مدارج السالكين ٣/ ١٩٨. الدرر السنية ١/ ٤٩٢، ٨/ ٢٣٠، ٢٣٣، ٩/ ٤٤٠، ١٠/ ٥. نور على الدرب لابن باز ١٦. الآثار الواردة في سير أعلام النبلاء د: جمال بن أحمد ١/ ١٤٥. (١) مختار الصحاح (غ ر ب). (٢) المسند (٦٦٥٠). (٣) النهاية لابن الأثير (غ ر ب).