الشك والتوقف أو مجرد الظن والريب، والمعنى أن من أتى بالشهادتين فلابد أن يوقن بقلبه ويعتقد صحة ما يقوله، من أحقية إلهية الله تعالى، صحة نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وبطلان إلهية غير الله بأي نوع من التأله وبطلان قول كل من ادعى النبوة بعد محمد - صلى الله عليه وسلم -، فإن شك في صحة معناها أو توقف في بطلان عبادة غير الله لم تنفعه هاتان الشهادتان" (١).
ثالثًا: الصدق: المنافي للكذب المانع من النفاق:
فإن المنافقين يقولونها بألسنتهم غير معتقدين لمدلولها.
وثبت في الصحيحين عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صدقًا من قلبه إلا حرمه الله على النار" (٢).
قال الشيخ عبد الله بن جبرين حفظه الله: "فأما من قالها بلسانه وأنكر مدلولها بقلبه فإنها لا تنجيه، كما حكى الله عن المنافقين أنهم قالوا:{نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ}[المنافقون:١] " (٣).
(١) كتاب الشهادتان معناهما وما تستلزمه كل منهما ص ٧٩. (٢) أخرجه البخاري (١٢٨). (٣) كتاب الشهادتان، معناهما وما تستلزمه كل منهما ص ٨٢.