إلا الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة، يقول: أدركنا آباءنا وهم يقولون: لا إله إلا الله، وهم لا يدرون صلاة ولا زكاة ولا حجًا، فقال: ولا صوم ينجيهم من النار""(١).
* فائدة: الكافر الأصلي أو المشرك أو الكافر اليهودي والنصراني هذا كفره أصلي يستصحب الأصل الذي كان عليه.
* التنبيه الثاني: تكفير أهل القبلة لا يكون بالمعاصي:
قال الشيخ ابن عثيمين:"أهل القبلة هم المسلمون المصلو إليها، لا يكفرون بفعل الكبائر، ولا يخرجون من الإسلام بذلك، ولا يخلدون في النار لقوله تعالى:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} إلى قوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}[الحجرات: ١٠]. فأثبت الاخوة الإيمانية القتال وهو من الكبائر، ولو كان كفرا لانتفت الاخوة الإيمانية.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول الله تعالى: "من كان في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجوه" (٢) يعني من النار.
وخالف في هذا طائفتان:
الأولى: الخوارج قالوا: فاعل الكبيرة كافر خالد في النار.
الثانية: المعتزلة قالوا: فاعل الكبيرة (٣) خارج عن الإيمان ليس بمؤمن ولا كافر في منزلة بين المنزلتين وهو خالد في النار" (٤).
* مسألة في بطلان القول بتكفير الجميع:
ثبت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تزال طائفة من أمتي الحق منصورة لا
(١) مجموع الفتاوى ١١/ ٤٠٧، ٤٠٨. (٢) أخرجه البخاري (٧٤٣٩)، ومسلم (١٨٣). (٣) انظر تعريف الكبيرة في باب الفسق. (٤) لمعة الاعتقاد من مجموع الفتاوى ٥/ ٨٢.