قال الجوهري:"الجن خلاف الإنس والواحد جني، يقال سميت بذلك لأنها تُتقى ولا ترى"(١).
وقال ابن الأثير:"ومنه قوله جنّ عليه الليل. أي: ستره، وبه سُمي الجن لاستتارهم واختفائهم عن الأبصار، ومنه سُمّي الجنين لاستتاره في بطن أمه"(٢).
وقال ابن منظور:"وكل شيء سُتر عنك فقد جُنَّ عنك. والجان: الجن وهو اسم جمع كالجامل والباقر وفي التنزيل العزيز {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ (٣٩)} [الرحمن: ٣٩] "(٣).
وقد يطلق الجان ويراد به إبليس (٤) كما ذكر الطبري في قوله تعالى: {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ}[الحجر: ٢٧]. قال:"عنى بالجان ها هنا إبليس أبا الجن"(٥).
أما لفظ إبليس فمأخوذ من أبلس أي يئس لأنه أبلس من رحمه الله أي أيس منها والجمع بُلُسٌ، والإبلاس الحيرة. قال الطبري - رحمه الله -: "هو الإياس من الخير والندم
* لوامع الأنوار للسفاريني ٢/ ٢٢٠. مجموع الفتاوى لابن باز ١/ ٣٤٥. مجموع فتاوى ابن عثيمين ٩/ ٥٣٣. القول المفيد ط ١ - ٢/ ٤٩، ٦١، مجموع الفتاوى لابن عثيمين ١/ ٢٨٣. منهج ابن حجر في العقيدة ص ١٢٧١، ١٢٧٨. كتاب الجن في القرآن والسنة إعداد ولي زار. فتح المنان في جمع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عن الجان لمشهور حسن سلمان. (١) الصحاح للجوهري (ج ن ن). (٢) النهاية (ج ن ن). (٣) لسان العرب لابن منظور (ج ن ن). وانظر لوامع الأنوار ٢/ ٢٢١ ففيه بحث مفيد عن الجن. (٤) لسان العرب (ج ن ن). (٥) جامع البيان من تأويل آي القرآن ٨/ ٣٠ عند تفسير الآية ٢٧ من سورة الحجر.