ومحل الخشوع: القلب، وثمرته: تظهر على الجوارح، ولذا قيل: إذا ضرع القلب، خشعت الجوارح، وذلك لأن القلب ملك البدن، وأمير الأعضاء، تصلح بصلاحه، وتفسد بفساده.
وعلق الله بها أسباب الفلاح في قوله: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (٢)} [المؤمنون: ١ - ٢].
* الدليل من السنة: دعاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ركوعه: "اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي" (٢).
وعن زيد بن أرقم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها" (٣).
[فوائد]
[١ - سبب الخشوع]
قال الحافظ ابن رجب رحمهُ اللهُ: "وأصل الخشوع الحاصل في القلب: إنما هو معرفة الله، ومعرفة عظمته، وجلاله وكماله، فمن كان بالله أعرف فهو له أخشع.
ويتفاوت الخشوع في القلب بحسب تفاوت معرفتها لمن خشعت له، وبحسب
(١) مدارج السالكين ١/ ٥٢٢، وانظر فيه تعاريف أخرى. (٢) أخرجه مسلم (٧٧١). (٣) أخرجه مسلم (٢٧٢٢).