وأفضل هؤلاء وغيرهم هو الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم -.
[٣ - حكم ادعاء النبوة]
من ادعى النبوة بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو صدَّق من ادعاها فقد كفر إذ لا نبوة بعده - صلى الله عليه وسلم - ولا رسول. قال ابن قدامة:"من ادعى النبوة، أو صدَّق من ادعاها فقد ارتد؛ لأن مسيلمة لما ادعى النبوة، فصدقه قومه، صاروا بذلك مرتدين، وكذلك طليحة الأسدي ومصدقوه، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا كلهم يزعم أنه رسول الله""(١).
وقال ابن تيمية - رحمه الله -: "ومعلوم أن من كذب على الله بأن زعم أنه رسول الله أو نبيه، أو أخبر عن الله خبرا كذب فيه كمسيلمة والعنسي ونحوهما من المتنبئين، فإنه كافر حلال الدم"(٢).
وقال - رحمه الله -: "وإن كان المدعي للنبوة كاذبا فهو من أكفر خلق الله وشرهم كما قال تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٤٤)} [الأنعام: ١٤٤]. وقال تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (٦٠)} [الزمر: ٦٠](٣).
وقال ابن كثير - رحمه الله - عند تفسيره لقوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (١٧)} [يونس: ١٧]، يقول تعالى: لا أحد أظلم، ولا أعتى، ولا أشد إجراما ممن افترى على الله كذبا وتقوّل على الله، وزعم