الثاني: إسلام شرعي وهو الاستسلام لحكمه الشرعي وهذا خاص بمن قام بطاعته من الرسل وأتباعهم بإحسان، ودليله في القرآن كثير" (١).
* هل الجهاد من أركان الإسلام؟:
عن يزيد بن بشر عن ابن عمر: قال: "بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان". فقال له رجل: والجهاد في سبيل الله. قال ابن عمر: الجهاد حسن. هكذا حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٢).
قال الحافظ ابن رجب: "وفي حديث معاذ بن جبل: "إن رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد". وذروة سنامه: أعلى شيء فيه، ولكنه ليس من دعائمه وأركانه التي بني عليها، وذلك لوجهين:
أحدهما: أن الجهاد فرض كفاية عند جمهور العلماء ليس بفرض عين بخلاف هذه الأركان.
والثاني: أن الجهاد لا يستمر فعله إلى آخر الدهر، بل إذا نزل عيسى - صلى الله عليه وسلم - ولم يبق حينئذٍ ملةٌ إلا ملة الإسلام فحينئذ تضع الحرب أوزارها ويستغة ي عن الجهاد بخلاف هذه الأركان فإنها واجبة على المؤمنين إلى أن يأتي أمر الله وهم على ذلك" (٣).
(١) شرح ثلاثة الأصول من مجموع الفتاوى لابن عثيمين ٦/ ١٤، ٦٤. (٢) أخرجه الإمام أحمد (٤٧٩٨). (٣) جامع العلوم والحكم ١/ ١٥٢.