وقال الخطابي -رحمه الله-: "إنما عظمت عقوبة المصور لأن الصور كانت تعبد من دون الله، ولأن النظر إليها يفتن وبعض النفوس إليها تميل" (٢).
قال العلامة الشوكاني -رحمه الله-: "وإنما كان التصوير من أشد المحرمات الموجبة لما ذكر؛ لأن فيه مضاهاة لفعل الخالق -جل جلاله- ولهذا سمى الشارع فعلهم خلقًا وسماهم خالقين" (٣).
[٢ - تنبيه]
يحسن التفريق بين قسمين مهمين:
الأول: المصوِّر الذي يصنع الصُّوَر كنحتها أو نقشها.
الثاني: مُقتني الصور ومستعملُها من غير أن يصنعها.
فصانع الصور يختلف حكمه عن المقتني؛ لأن الصانع تتفق فيه الأدلة التي جاء فيها التغليظ والإيذان بشدة العذاب، ومن ذلك:
١ - الآية السابقة في سورة الأحزاب.
٢ - الأحاديث الآتية:
أ - "ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا حبّة وليخلقوا ذرّة".
ب - "أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون الذين يضاهون بخلق الله" (٤).
ج - "إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم".
د- و"لعن المصور".
(١) حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم ص ٣٧١. (٢) الجواب المفيد ص ٢٠. (٣) انظر: نيل الأوطار للشوكاني ٢/ ١٠٠، ١٠٨. (٤) أخرجه البخاري رقم (٥٩٥٠)، مسلم (٢١٠٩).