اختلف العلماء حول المقصود بالميثاق فقيل: هو ما أخذ عليهم وهم في ظهور آبائهم من الإقرار بالتوحيد، كما دلت على ذلك الأحاديث.
وقيل: المقصود بالميثاق ما فطرهم الله - عز وجل - به من التوحيد. قال ابن كثير - رحمه الله -: "وذهب طائفة من السلف والخلف أن المراد بهذا الإشهاد إنما هو فطرهم على التوحيد كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل مولود يولد على الفطرة ... ""(١).
وقال الشيخ حافظ الحكمي - رحمه الله -: "ليس بين التفسيرين مناة ولا مضادة ولا معارضة، فإن هذه المواثيق كلها ثابتة بالكتاب والسنة.
الأول: الميثاق الذي أخذه الله تعالى عليهم حيث أخرجهم. ظهر أبيهم آدم - عليه السلام - {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى}[الأعراف: ١٧٢]، الآيات، وهو الذي قاله جمهور المفسرين - رحمهم الله - في هذه الآيات وهو نص الأحاديث الثابتة في الصحيحين وغيرهما.
* التوحيد لابن منده ص ٧٣. تفسير البغوي ٢٥/ ٣٠٧. تفسير الخازن ٢/ ٣١٠، ٣١١. تفسير الشوكاني فتح القدير ٢/ ٢٦٣. لوامع الأنوار ص ٤٥. فتح البيان لصديق حسن خان ٣/ ٤٥٣. زاد المسير ٣/ ٨٤. القرطبي ٣/ ٧٥٠. البحر المحيط ٤/ ٤٢٠. تفسير أبو السعود ٢/ ٤٣٠. أضواء البيان ٢/ ٢١٠. النسفي ٢/ ٨٥. الألوسي ٣/ ١٥٤. شفاء العليل لابن القيم ص ٢٦ - ٢٧. ط. دار التراث. لوامع الأنوار للسفاريني ٢/ ٤٥. الدين الخالص لصديق حسن القنوجي ١/ ٣٩٤. معارج القبول ١/ ٢٧٧، ٢/ ٤١. دعوة التوحيد لمحمد خليل هراس ص ٧٧. منهج ابن حجر في العقيدة ص ٢٨٣. عقيدة الإمام ابن عبد البر للغصن ص ٤٣٣، ٤٤٧. (١) تفسير ابن كثير لسورة الأعراف الآية رقم ١٧٢.