منها: هجر الكفار والمشركين، والقرآن من أوله إلى آخره ينادي على ذلك، ومصلحته تمييز أوليائه من أعدائه، وقريب من هذا هجر أهل البدع والأهواء، وقد نص الإمام أحمد وغيره من السلف، على البعد عنهم، ومجانبتهم، وترك الصلاة عليهم، وقال: أهل البدع إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم، فتجب مفارقتهم بالقلب، واللسان، والبدن، إلا من داع إلى الذين مجاهد عليه، بالحجة مع أمن الفتنة، قال تعالى:{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ}[النساء: ١٤٠]. والآيات والأحاديث، وكلام العلماء في هذا كثير. قال بعض المحققين: ويكفي العاقل قوله تعالى، بعد نهيه عن موالاة المشركين:{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}[آل عمران: ٣٠]" (١).