ويقول ابن حجر: "قال الزبير بن بكار في أخبار المدينة أخبرت عن مالك، عن ابن شهاب قال: جزيرة العرب: المدينة. قال الزبير: قال غيره: جزيرة العرب ما بين العذيب (٢) إلى حضرموت، قال الزبير: وهذا أشبه، وحضرموت آخر اليمن " (٣).
وذكر الباجي عن مالك أنه قال: "جزيرة العرب: منبت العرب، قيل لها: جزيرة العرب، بإحاطة البحور والأنهار بها" (٤).
وقال مالك أيضًا: "أرى أن يجلوا من أرض العرب كلها؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يجتمع دينان في جزيرة العرب" (٥).
وهذه الرواية تلتقي مع التحديد الجغرافي. وتأتي روايات أخرى.
وفي رواية بكر بن محمد عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله - يعني: الإمام أحمد - عن جزيرة العرب؟ فقال: "إنما الجزيرة موضع العرب، وأي موضع يكون فيه أهل السواد والفرس، فليس هو جزيرة العرب، موضع العرب: الذي يكونون فيه" (٦).
وروى ابنه عبد الله عنه، قال: "سمعت أبي يقول في حديث: "لا يبقى دينان في جزيرة العرب": تفسيره: ما لم يكن في يد فارس والروم. قيل له: ما كان خلف
(١) المصباح المنير (ج ز ر). (٢) العذيب من أرض العراق بعد القادسية بأربعة أميال على حدود البادية كما جاء في معجم البلدان. (٣) فتح الباري ٦/ ١٧١. (٤) انظر المنتقى ٧/ ١٩٥. (٥) المغني ٩. (٦) انظر الأحكام السلطانية ١٩٦، أحكام أهل الذمة ١/ ١٧٦، ١٧٧.