وقال الشيخ السعدي: "أصل التوحيد وروحه إخلاص المحبة لله وحده هي أصل التأله والتعبد له، بل هي حقيقة العبادة، ولا يتم التوحيد حتى تكمل محبة العبد لربه، وتسبق محبته جميع المحاب وتغلبها ويكون لها الحكم عليها بحيث تكون سائر محاب العبد تبعًا لهذه المحبة التي بها سعادة العبد وفلاحه" (٢).
* الدليل من السنة: حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - في الصحيحين: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن توقد له نار فيقذف فيها" (٣). وفي رواية قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَجِدُ أَحَدٌ حَلاوَةَ الإِيمَانِ حَتَّى يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلا لله، وَحَتَّى أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ أَحَبُّ إِلَيْهِ من أَن يَرجِعَ إِلَى
(١) مدارج السالكين ٣/ ٦ - ٧. (٢) القول السديد ١١٠، وانظر أيضا الحق الواضح المبين ٥٩، ٦٠. (٣) أخرجه البخاري (٢١) (٦٩٤١). ومسلم (٤٣) وحلاوة الإيمان هي: لذة القلب ونعيمه وسروره.