وقال ابن حجر: "أما الغول فقال الجمهور: كانت العرب تزعم أن الغيلان في الفلوات، وهي جنس من الشياطين تتراءى للناس وتتغول لهم تغولا أي: تتلون تلونا فتضلهم عن الطريق فتهلكهم، وقد كثر في كلامهم: غالته الغول أي: أهلكته وأضلته فأبطل - صلى الله عليه وسلم - ذلك.
وقيل ليس المراد إبطال وجود الغيلان، وإنما معناه إبطال ما كانت العرب تزعمه من تلون الغول بالصور المختلفة. قالوا: والمعنى، لا يستطيع الغول أن يضل أحدًا، ويؤيده حديث:"إذا تغولت الغيلان فنادوا بالأذان"(٢). أي: ادفعوا شرها بذكر الله" (٣).
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن: "المعنى بقوله: "لا غول" أنها لا تستطيع أن تضل أحدًا ذكرى الله والتوكل عليه. ويشهد له الحديث الآخر "لا غول ولكن السعالي" سحرة الجن. أي: ولكن في الجن سحرةً لهم تلبيس وتخييل. ومنه الحديث:"إذا تغولت الغيلان، فبادروا بالأذان" أي: ادفعوا شرها بذكر الله. وهذا يدل على أنه لم يرد بنفيها عدمها" (٤).
(١) شرح النووي على صحيح مسلم ١٤/ ٢١٦، ٢١٧. (٢) أخرجه أحمد (١٤٣٢٨)، (١٥١٥٧). (٣) فتح الباري ١٠/ ١٥٩. (٤) فتح المجيد ص ٣٥٢، ٣٥٣.