١ - الإمام الزهري: حيث يرى: "إن الإسلام الكلمة والإيمان العمل"(١).
ولبيان معنى كلام الزهري رحمه الله أنقل ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، قال:"ولما كان كل من أتى بالشهادتين صارًا مسلمًا متميزًا عن اليهود والنصارى، تجري عليه أحكام الإسلام؛ كان هذا مما يجزم به بلا استثناء فيه، فلهذا قال الزهري: الإسلام الكلمة، وعلى ذلك وافقه أحمد وغيره، وحين وافقه لم يرد أن الإسلام الواجب هو الكلمة وحدها، فإن الزهري أجلّ من أن يخفى عليه ذلك"(٢).
٢ - الإمام أحمد كما ذكره عنه عبد الملك الميموني قال: قلت: لأبي عبد الله تفرق بين الإيمان والإسلام قال: نعم (٣).
وقال ابنه صالح:"سئل أبي عن الإسلام والإيمان. فقال: قال ابن أبي ذئب: الإسلام القول والإيمان العمل فقيل ما تقول أنت؟ قال: الإسلام غير الإيمان"(٤).
قال ابن منده:"وقال بهذا القول جماعة من الصحابة والتابعين منهم عبد الله بن عباس والحسن ومحمد بن سيرين وهو مذهب جماعة من أئمة الآثار"(٥).
قال ابن عبد البر:"وقد ذهبت طائفة من أهل الحديث إلى أن الإيمان والإسلام معنيان"(٦).
القول الثالث: أن الإسلام والإيمان إذا أطلق أحدهما مفردًا شمل الدين كله أصوله وفروعه من اعتقاداته وأقواله وأفعاله. وأما إذا قرن بينهما وذكرا معًا فعند
(١) الإيمان لابن منده ١/ ٣١١. (٢) مجموع الفتاوى ٧/ ٤١٥. (٣) السنة للخلال ٣/ ٦٠٤. (٤) السنة للخلال ٣/ ٦٤٠ (٥) الإيمان لابن منده ١/ ٣١١ - ٣١٢. (٦) التمهيد لابن عبد البر ٩/ ٢٤٩.