وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الطيرة شرك الطيرة شرك" - ثلاثًا -، قال ابن مسعود:"وما منا إلا (٢)، ولكن الله يذهبه بالتوكل"(٣) ... وفي أحد إسنادي أحمد:"الطيرة شرك، الطيرة شرك ولكن الله - عز وجل - يذهبه بالتوكل"(٤).
ولأحمد من حديث عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك، قالوا: يا رسول الله، ما كفارة ذلك؟ قال أن يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك"(٥).
وله من حديث الفضل بن عباس:"إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك"(٦).
* قول السلف: قال عكرمة: كنا جلوسا عند ابن عباس فمر طائر يصيح، فقال
(١) أخرجه مسلم (٥٣٧). (٢) قال الخطابي في معالم السنن ٤/ ٢٣٠: "قوله: "وما منا إلا" معناه إلا من يعتريه التطير وسبق إلى قلبه الكراهة فيه، فحذف اختصار للكلام واعتمادا على فهم السامع، وقال محمد بن إسماعيل: ان سليمان بن حرب ينكر هذا ويقول: هذا الحرف ليس من قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكأنه قول ابن مسعود - رضي الله عنه -. وعلى هذا فيكون مدرجًا، قال ابن القيم: "وهذه اللفظة: "وما منا" إلى آخر مدرجه في الحديث ليست من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -. كذلك قاله بعض الحفّاظ. وهو الصواب، فإن الطيرة نوع من الشرك، كما في أثر مرفوع: "من ردته الطيرة فقد قارن الشرك"، وفي أثر آخر: "من أرجعته الطيرة عن حاجته فقد أشرك، قالوا: وما كفارة ذلك؟ قال: أن يقول أحدكم: اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك"". مفتاح دار السعادة ٢/ ٢٣٤. قال ابن حجر: "وقوله "وما منا إلا" من كلام ابن مسعود أُدرج في الخبر وقد بينه سليمان بن حرب شيخ البخاري فيما حكاه الترمذي عن البخاري عنه" فتح الباري ١٠/ ٢١٣. (٣) أخرجه أبو داود (٣٩١٠). والترمذي (١٦١٤). وابن ماجه (٣٥٣٨). (٤) أخرجه الإمام أحمد (٤١٩٤). (٥) أخرجه الإمام أحمد (٧٠٤٥) ٢/ ٢٢٠، مجمع الزوائد ٥/ ١٠٥. (٦) أخرجه الإمام أحمد (١٨٢٤).