عبيد فأتاه رجل يقال له عثمان بن خاش وهو أخو الشمزي فقال: يا أبا عثمان سمعت والله الكفر اليوم. قال: لا تعجل بالكفر وما سمعت؟ قال: سمعت هاشم الأوقصي يقول: {تَبَّتْ يدا أبي لَهَبٍ}(١) و {ذرني وَمَنْ خَلَقْتُ وحيدًا}(٢) لسن في أم الكتاب والله يقول: {حم (١) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٣) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} (٣) فسكت عمرو هنيهة ثم أقبل علينا وقال: فوالله لئن كان القول كما يقول فما على أبي لهب ولا الوحيد (٤) من لوم. قال: عثمان: هذا والله الدين يا أبا عثمان. قال معاذ: فدخل بالإسلام وخرج بالكفر. (٥)
وجاء في سير أعلام النبلاء: قال معاذ بن معاذ: سمعت عَمْرا يقول إن كانت {تَبَّتْ يدا أبي لَهَبٍ}(٦) في اللوح المحفوظ فما لله على ابن آدم حجة، وسمعته ذكر حديث الصادق المصدوق (٧) فقال: لو سمعت الأعمش يقوله
(١) المسد الآية (١). (٢) المدثر الآية (١١). (٣) الزخرف الآيات (١ - ٤). (٤) يعني الوليد بن المغيرة في قوله تعالى: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (١١)} [المدثر: ١١]. (٥) أصول الاعتقاد (٤/ ٨١٣ - ٨١٤/ ١٣٧٠) وتاريخ بغداد (١٢/ ١٧١) والزيادة الأخيرة منه. (٦) المسد الآية (١). (٧) أحمد (١/ ٣٨٢ و٤٣٠) والبخاري (٦/ ٣٧٣/٣٢٠٨) ومسلم (٤/ ٢٠٣٦/٢٦٤٣) وأبو داود (٥/ ٨٢ - ٨٣/ ٤٧٠٨) والترمذي (٤/ ٣٨٨ - ٣٨٩/ ٢١٣٧) وقال: "هذا حديث حسن صحيح". وابن ماجه (١/ ٢٩/٧٦).