على قدر عظمته لما قامت لذلك سماء ولا أرض ولا جبل ولا شيء من الأشياء ولكن أخذ منهم اليسر. ولو أراد -أو أحب- أن لا يعصى لم يخلق إبليس رأس المعصية. (١)
- وبنحوه أخرج الآجري بسنده: عن عمر بن ذر قال: جلسنا إلى عمر بن عبد العزيز فتكلم منا متكلم، فعظم الله تعالى وذكر بآياته، فلما فرغ تكلم عمر بن عبد العزيز، فحمد الله وأثنى عليه، وشهد شهادة الحق، وقال للمتكلم: إن الله تعالى كما ذكرت وعظمت، ولكن الله تعالى: لو أراد أن لا يعصى ما خلق إبليس وقد بين ذلك في آية من القرآن، علمها من علمها، وجهلها من جهلها؛ ثم قرأ: {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (١٦١) مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (١٦٢) إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ} قال: ومعنا: رجل رأى رأي القدرية، فنفعه الله تعالى بقول عمر بن عبد العزيز، ورجع عما كان يقول: فكان أشد الناس بعد ذلك على القدرية. (٢)
- وعن الأوزاعي قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى ابن له كتابا فكان فيما كتب فيه: إني أسأل الله الذي بيده القلوب يصنع ما شاء من هدى وضلالة ... (٣)
- وعن معمر قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطأة أما بعد: فإن استعمالك سعد بن مسعود على عمان من الخطايا التي قدر الله
(١) أصول الاعتقاد (٤/ ٧٥١ - ٧٥٢/ ١٢٤٥). (٢) الشريعة (١/ ٤٤٢/٥٦٧) وأصول الاعتقاد (٣/ ٦٢٥/١٠٠٥) والإبانة (٢/ ١٠/٢٣٧ - ٢٣٨/ ١٨٤٥ مختصرا). (٣) أصول الاعتقاد (٤/ ٧٥٢/١٢٤٦).