ومن خالفنا كانت يدنا عليه وكنا وكنا. قال: فجعل يعرض الكتاب عليهم رجلا رجلا، فيقولون: أقررت يا فلان؟ حتى انتهوا إلي فقالوا: أقررت يا غلام؟ قلت: لا، قال -يعني زيدا: لا تعجلوا على الغلام، ما تقول يا غلام؟ قلت: إن الله قد أخذ علي عهدا في كتابه، فلن أحدث عهدا سوى العهد الذي أخذه علي. فرجع القوم من عند آخرهم ما أقر منهم أحد، وكانوا زهاء ثلاثين نفسا. (١)
- وجاء في أصول الاعتقاد عن مطرف بن الشخير قال: لو كانت هذه الأهواء كلها هوى واحدا لقال القائل الحق فيه، فلما تشعبت واختلفت عرف كل ذي عقل أن الحق لا يتفرق. (٢)
- وفي الإبانة: عن غيلان قال: قال مطرف: إن الفتنة لا تجيء تهدي الناس ولكن لتقارع المؤمن عن دينه. (٣)
- وفيها: عن أبي عقيل قال: قلت لأبي العلاء: ما كان مطرف يصنع إذا هاج هيج؟ قال: كان لا يقرب لها صفا ولا جماعة حتى تنجلي عما انجلت. (٤)
- وفي ذم الكلام: عن أيوب قال: قال رجل لمطرف إنا نريد كتاب الله، فقال مطرف: إنا لا نريد بكتاب الله بدلا، ولكن نريد من هو أعلم به منا. (٥)
(١) سير أعلام النبلاء (٤/ ١٩٢). (٢) أصول الاعتقاد (١/ ١٦٩/٣١٢) وجامع بيان العلم وفضله (٢/ ٩٢١) وذكره الشاطبي في الاعتصام (١/ ٨٢ - ٨٣). (٣) الإبانة (٢/ ٤/٥٩٣/ ٧٥٥). (٤) الإبانة (٢/ ٤/٥٩٥/ ٧٦٠). (٥) ذم الكلام (ص.٨٠) وكتاب العلم أبي خيثمة (ص.٩٧) وجامع بيان العلم (٢/ ١١٩٣).