فثبت أن هذا الحديث لا يصح، لا سندا ولا متنا، وحينئذ يتبين بوضوح أنه لا يجوز اتخاذه شبهة للتوقف عن العمل بالكتاب والسنة الذي أمر به الأئمة. (١)
- وقال رحمه الله تعقيبا على حديث:«إن من المؤمنين من يلين لي قلبه»(٢): ومعنى (يلين لي قلبه) أي يسكن ويميل إلي بالمودة والمحبة. والله أعلم. وليس ذلك إلا بإخلاص الاتباع له - صلى الله عليه وسلم - دون سواه من البشر، لأن الله تعالى جعل ذلك وحده دليلا على حبه عز وجل، فقال:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}(٣).
أفلم يأن للذين يزعمون حبه - صلى الله عليه وسلم - في أحاديثهم وأناشيدهم، أن يرجعوا إلى التمسك بهذا الحب الصادق الموصل إلى حب الله تعالى، ولا يكونوا كالذي قال فيه الشاعر:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه ... هذا لعمرك في القياس بديع
لوكان حبك صادقا لأطعته ... إن المحب لمن يحب مطيع (٤)
(١) مقدمة صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - (٥٨ - ٦٠). (٢) أحمد (٥/ ٢٦٧) والطبراني في الكبير (٨/ ١٠٣/٧٤٩٩). وذكره الهيثمي في المجمع (١/ ٦٣) وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح". وفي المجمع أيضا (١٠/ ٢٧٦) وقال: "رواه الطبراني ورجاله وثقوا". (٣) آل عمران الآية (٣١). (٤) الصحيحة (٣/ ٨٧/١٠٩٥)