وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ربنا الذي في السماء»(١) وقوله للجارية: أين الله؟ قالت: في السماء. قال: اعتقها إنها مؤمنة. رواه مالك بن أنس وغيره من الأئمة. (٢)
وروى أبو داود في سننه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«إن بين سماء إلى سماء مسيرة كذا وكذا»(٣) وذكر الحديث إلى أن قال: وفوق ذلك العرش، والله تعالى فوق ذلك نؤمن بذلك ونتلقاه بالقبول من غير رد له ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تأويل، ولا نتعرض له بكيف. ولما سئل مالك بن أنس -رضي الله عنه- فقيل له: يا أبا عبد الله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥)} (٤) كيف استوى؟ فقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، ثم أمر بالرجل فأخرج. (٥)
آثاره السلفية:
١ - 'مسألة العلو': ذكره ابن القيم في اجتماع الجيوش (٦) وذكره ابن
(١) أخرجه أبو داود (٤/ ٢١٨/٣٨٩٢) والنسائي في الكبرى (٦/ ٢٥٧/١٠٨٧٧) والحاكم (١/ ٣٤٣ - ٣٤٤) وقال: قد احتج الشيخان بجميع رواة هذا الحديث، غير زيادة بن محمد وهو شيخ من أهل مصر قليل الحديث وقال الذهبي في التلخيص: "قال البخاري وغيره: منكر الحديث. وفي الباب عن فضالة بن عبيد الأنصاري". (٢) تقدم تخريجه. انظر مواقف أبي عمرو السهروردي سنة (٤٥٨هـ). (٣) أحمد (١/ ٢٠٦ - ٢٠٧) وأبو داود (٥/ ٩٣ - ٩٤/ ٤٧٢٣) والترمذي (٥/ ٣٩٥ - ٣٩٦/ ٣٣٢٠) وقال: "هذا حديث حسن غريب". وابن ماجه (١/ ٦٩/١٩٣) والحاكم (٢/ ٢٨٨،٤١٢) عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، وصحح إسناده. وتعقبه الذهبي بقوله: "يحيى واه" يعني: يحيى بن العلاء، وهو متروك متهم. وهذا سند ضعيف. قال الذهبي في الميزان: "عبد الله بن عميرة فيه جهالة. قال البخاري: لا يعرف له سماع من الأحنف بن قيس". (٤) طه الآية (٥). (٥) اجتماع الجيوش (١٧٥ - ١٧٧). (٦) (١٧٥ - ١٧٦).