- وقال: وأجمع أهل الحق، واتفق أهل التوحيد والصدق أن الله تعالى يرى في الآخرة، كما جاء في كتابه، وصح عن رسوله - صلى الله عليه وسلم -، قال الله عز وجل: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)} (١). وروى جرير ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: كنا جلوسا ليلة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال:«إنكم سترون ربكم عز وجل كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا» ثم قرأ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (٣٩)} (٢). وفي رواية:«سترون ربكم عيانا»(٣). وروى صهيب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا: يا أهل الجنة، إن لكم عند الله موعدا لم تروه، فيقولون: ما هو؟ ألم يبيض وجوهنا ويزحزحنا عن النار، ويدخلنا الجنة؟ قال: فيكشف الحجاب فينظرون إليه، قال: فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه، ثم تلا:{* لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}(٤) رواه مسلم (٥). وقال مالك بن أنس رضي الله عنه:(الناس ينظرون إلى الله تعالى بأعينهم يوم القيامة). وقال أحمد بن حنبل:
(١) القيامة الآيتان (٢٢و٢٣). (٢) ق الآية (٣٩). (٣) أحمد (٤/ ٣٦٢) والبخاري (٢/ ٦٦/٥٧٣) ومسلم (١/ ٤٣٩/٦٣٣ [٢١١]) وأبو داود (٥/ ٩٧ - ٩٨/ ٤٧٢٩) والترمذي (٤/ ٥٩٢ - ٥٩٣/ ٢٥٥١) والنسائي في الكبرى (٤/ ٤١٩/٧٧٦٢) وابن ماجه (١/ ٦٣/١٧٧). (٤) يونس الآية (٢٦). (٥) أحمد (٤/ ٣٣٢) ومسلم (١/ ١٦٣/١٨١ [٢٩٨]) والترمذي (٤/ ٥٩٣/٢٥٥٢) والنسائي في الكبرى (٤/ ٤٢٠/٧٧٦٦) وابن ماجه (١/ ٦٧/١٨٧) عن صهيب رضي الله عنه.