أمانة له» (١) كل ذلك يدل على أنه ليس بإيمان كامل، وأن بعض الإيمان أوثق عروة وأكمل من بعض، كما قال:«ليس المسكين بالطواف عليكم» الحديث (٢) يريد ليس الطواف بالمسكين حقا، لأن ثم من هو أشد مسكنة منه، وهو الذي لا يسأل الناس ويتعفف. ويدلك على ذلك قول عائشة: إن المسكين ليقف على بابي ... الحديث.
وروى مجاهد بن جبر وأبو صالح السمان جميعا عن عبد الله بن جمرة عن كعب قال:«من أحب في الله وأبغض في الله وأعطى في الله ومنح لله فقد استكمل الإيمان»(٣).
ومن الدلائل على أن الإيمان قول وعمل كما قالت الجماعة والجمهور، قول الله عز وجل:{وما كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}(٤).لم يختلف المفسرون أنه أراد صلاتكم إلى بيت المقدس، فسمى الصلاة إيمانا، ومثل هذا القول:{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ} الآية إلى قوله: {أولئك هُمُ الْمُتَّقُونَ (١٧٧)} (٥).
(١) أحمد (٣/ ١٣٥) وابن حبان (١/ ٤٢٣/١٩٥) والبغوي في شرح السنة (١/ ٧٤/٣٨) وحسنه. وفي الباب من حديث أبي أمامة وابن مسعود رضي الله عنهما. (٢) أحمد (١/ ٣٨٤) والبخاري (٣/ ٤٣٣/١٤٧٦) والنسائي (٥/ ٨٩/٢٥٧٠). (٣) ابن أبي شيبة في كتاب الإيمان (١٣٣) موقوفا عليه، وقد ورد مرفوعا من حديث أبي أمامة عند أبي داود (٥/ ٦٠/٤٦٨١)، ومن حديث سعد بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه عند أحمد (٣/ ٤٤٠)، والترمذي (٤/ ٥٧٨/٢٥٢١) وحسنه. والحاكم (٢/ ١٦٤) وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. (٤) البقرة الآية (١٤٣). (٥) البقرة الآية (١٧٧).