وقال: - صلى الله عليه وسلم - «ليس أحد من خلق الله إلا وقد أخطأ أو هم بخطيئة، إلا يحيى بن زكرياء»(١)،
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لولا أنكم تذنبون وتستغفرون لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون ويستغفرون فيغفر لهم، إن الله يحب أن يغفر لعباده»(٢).
ومن هذا قول الأول:
إن تغفر اللهم تغفر جما ... وأي عبد لك لا ألما
فهذه الأصول كلها تشهد على أن الذنوب لا يكفر بها أحد، وهذا يبين لك أن قوله - صلى الله عليه وسلم -: «من قال لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما»، أنه ليس على ظاهره، وأن المعنى فيه النهي عن أن يقول أحد لأخيه: كافر، أو يا كافر.
قيل لجابر بن عبد الله: يا أبا محمد، هل كنتم تسمون شيئا من الذنوب كفرا أو شركا أو نفاقا؟ قال: معاذ الله، ولكنا نقول: مؤمنين مذنبين، روي ذلك عن جابر من وجوه، ومن حديث الأعمش عن أبي سفيان قال: قلت لجابر: أكنتم تقولون لأحد من أهل القبلة: كافر؟ قال: لا، قلت: فمشرك؟ قال: معاذ الله، وفزع!.
وقد قال جماعة من أهل العلم في قول الله عز وجل:{وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ}(٣)، هو قول الرجل لأخيه: يا كافر، يا فاسق، وهذا موافق لهذا الحديث، فالقرآن والسنة ينهيان عن
(١) أحمد (١/ ٢٥٤ - ٢٩٢ - ٢٩٥ - ٣٠١ - ٣٢٠) وفيه علي بن زيد .. (٢) أحمد (٥/ ٤١٤) ومسلم (٤/ ٢١٠٥/٢٧٤٨) والترمذي (٥/ ٥١٢/٣٥٣٩). (٣) الحجرات الآية (١١).