يعلم الغيب، فيقول:{وَمَا تَسْقُطُ مِنْ ورقةٍ إِلًّا يعلمها}(١) ثم يقول: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عليها إِلًّا لِنَعْلَمَ}(٢). وهذا جهل منه بالتفسير ولغة العرب، وإنما المعنى ليظهر ما علمناه، ومثله:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ}(٣) أي نعلم ذلك واقعا. وقال بعض العلماء: حتى يعلم أنبياؤنا والمؤمنون به. وقال في قوله:{إِنَّ كيد الشيطان كَانَ ضعيفًا}(٤) أي أضعف له، وقد أخرج آدم وأزل خلقا. وهذا تغفل منه، لأن كيد إبليس تسويل بلا حجة والحجج ترده، ولهذا كان ضعيفا، فلما مالت الطباع إليه آثر وفعل. وقال: من لم يقم بحساب ستة تكلم بها في الجملة فلما صار إلى التفاريق وجدناه قد غلط فيها باثنين وهو قوله: {خَلَقَ الأرض في يومين}(٥) ثم قال: {وقدر فيها أَقْوَاتَهَا في أربعة أيامٍ}(٦) ثم قال: {فقضاهن سبع سموات في يومين}(٧)، فعدها هذا المغفل ثمانية ولو نظر في أقوال العلماء لعلم أن المعنى في تتمة أربعة أيام. وقال: في قوله: {إِنَّ لَكَ ألا تَجُوعَ ولا تعرى}(٨) وقد جاع