النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قاله (١)، ولقد تكلم بعض من ينسب إلى جهم بالأمر العظيم فقال: لو قلت إن للرب تسعة وتسعين اسما لعبدت تسعة وتسعين إلها. حتى إنه قال: إني لا أعبد الله الواحد الصمد إنما أعبد المراد به. فأي كلام أشد فرية وأعظم من هذا: أن ينطق الرجل أن يقول: لا أعبد "الله". (٢)
- قال الحافظ في الفتح: ونقل عن إسحاق بن راهويه عن الجهمية أن جهما قال: لو قلت إن لله تسعة وتسعين اسما لعبدت تسعة وتسعين إلها، قال فقلنا لهم: إن الله أمر عباده أن يدعوه بأسمائه، فقال:{وَلِلَّهِ الأسماء الْحُسْنَى فادعوه بِهَا}(٣) والأسماء جمع أقله ثلاثة ولا فرق في الزيادة على الواحد بين الثلاثة وبين التسعة والتسعين. (٤)
- وسئل إسحاق مرة أخرى عن اللفظية؟ فقال: هي مبتدعة.
قال عبد الرحمن: قال أبو علي القوهستاني: سمعت إسحاق بن راهويه أن لفلان -يعني داود الأصبهاني- في القرآن قولا ثالثا، قول سوء فلم يزل يسأل إسحاق ما هو؟ قال أظهر اللفظ -يعني قال: لفظي بالقرآن مخلوق-. (٥)
- وسمعت إسحاق بن راهويه ذكر "اللفظية" وبدعهم. (٦)
(١) أخرجه من حديث أبي هريرة: أحمد (٢/ ٢٦٧/٥٠٣) والبخاري (٥/ ٤٤٤ - ٤٤٥/ ٢٧٣٦) ومسلم (٤/ ٢٠٦٢ - ٢٠٦٣/ ٢٦٧٧) والترمذي (٥/ ٤٩٧/٣٥٠٨) وابن ماجه (٢/ ١٢٦٩/٣٨٦٠). (٢) أصول الاعتقاد (٢/ ٢٤٠/٣٥٢). (٣) الأعراف الآية (١٨٠). (٤) الفتح (١٣/ ٣٧٨). (٥) أصول الاعتقاد (٢/ ٣٩٣/٦٠٥و٦٠٦) وفي الإبانة (١/ ١٢/٣٣٢/ ١٣٥) طرفه الأول. (٦) مجموع الفتاوى (١٢/ ٣٢٥).