البدري، حليف بني زهرة، الإمام الحبر، فقيه الأمة، كان من السابقين الأولين ومن النجباء العالمين، شهد بدرا وهاجر الهجرتين، قال رضي الله عنه: لقد رأيتني سادس ستة وما على ظهر الأرض مسلم غيرنا. وأخرج البخاري والنسائي من حديث أبي موسى قال:"قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حيناً وما نحسب ابن مسعود وأمه إلا من أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - لكثرة دخولهم وخروجهم عليه"(١). وفي البخاري عن أبي وائل قال: كنت مع حذيفة، فجاء ابن مسعود فقال حذيفة:"إن أشبه الناس هديا ودلا وقضاء وخطبة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حين يخرج من بيته، إلى أن يرجع لا أدري ما يصنع في أهله لعبد الله بن مسعود، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أن عبد الله من أقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة"(٢). وعنه قال:"والذي لا إله غيره لقد قرأت من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضعا وسبعين سورة، ولو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل لأتيته"(٣). وفي المسند بسند حسن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد"(٤)
وعن علي قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن مسعود، فصعد شجرة يأتيه منها
(١) البخاري (٧/ ١٢٩/٣٧٦٣) ومسلم (٤/ ١٩١١/٢٤٦٠) والترمذي (٥/ ٦٣١/٣٨٠٦) وقال: "هذا حديث حسن صحيح غريب". والنسائي في الكبرى (٥/ ٧٢/٨٢٦٣). (٢) رواه الحاكم (٣/ ٣١٥) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي بنحو هذا اللفظ. ورواه أحمد (٥/ ٣٩٥و٤٠٢) والبخاري (٧/ ١٢٩/٣٧٦٢) و (١٠/ ٦٢٤/٦٠٩٧) والترمذي (٥/ ٦٣١ - ٦٣٢/ ٣٨٠٧) وقال: "هذا حديث حسن صحيح". وهو عند بعضهم باختصار. (٣) البخاري (٩/ ٥٦/٥٠٠٠) ومسلم (٤/ ١٩١٢/٢٤٦٢). (٤) أحمد (١/ ٤٤٥) وابن ماجة (١/ ٤٩/١٣٨) وابن حبان (١٥/ ٥٤٢ - ٥٤٣/ ٧٠٦٦ - ٧٠٦٧ الإحسان) وفي الباب عن عمر بن الخطاب ..