الجُدَرِيِّ فَيُقَالُ: صَبِيٌّ قُرْحَانٌ، وصِبْيَانٌ قُرْحَانٌ، فلَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ، ورُبَّمَا ثُنِّيَ وجُمِعَ.
- وَأَمَّا قَوْلُهُ: "فِرَارًا". فَمَعْنَاهُ أَتِفِرُّ فِرَارًا، وَهَذَا أَلِفُ الإنْكَارِ والتَّوْبِيخِ، كَمَا يُقَالُ لِلرَّجُلِ: أَقِيَامًا والنَّاسُ قُعُوْدٌ.
- وَ [قَوْلُهُ: "لَوْ غَيرَكَ قَالهَا يَا أَبَا عُبَيدَةَ"]. جَوَابُ "لَوْ" مَحْذُوْفٌ، كَأَنَّهُ أَرَادَ: لعَزَّرْتُهُ، لأدَّبْتُهُ عَلَى الجَهْلِ، وأَمَّا أَنْتَ فَغَيرُ مَعْذُوْرٍ.
- وَذَكَرَ قَوْلَ النّبَيِّ [- صلى الله عليه وسلم -]: "إذَا مَرَّ أحَدُكُمْ بِطُرْبَالٍ مَائلٍ فَلْيُسْرِعِ المَشْيَ، وأَنَّهُ كَانَ إِذَا مَرَّ بِهَدَفٍ مَائِلٍ أَوْ صَدَفٍ مَائلٍ أَسْرَعَ المَشْيَ". فَقَال: الصَّدَفُ، والهَدَفُ والطُّرْبَالُ: كُلُّ (١) بِنَاءٍ عَالٍ مُشْرِفٍ.
= (٤/ ٣٨، ٣٩)، والمُحكم (٢/ ٤٠٣)، والنِّهاية (٣/ ٣٧٠)، واللِّسان، والتَّاج (قوح). قَال الأزْهَرِيُّ: قَال شَمِرُ: قَال بَعْضُهُمْ: القرْحَانُ من الأَضْدَادِ، رَجلٌ قُرْحَانٌ لِلَّذِي مَسَّهُ القُرُوْحُ، وَرَجُلٌ قُرْحَانٌ لَم يَمَسَّهُ قَرْحٌ ولَا جُدَرِيٌّ، ولا حَصْبَةٌ، وكأَنَّه الخَالِصُ مِنْ ذلِكَ ... ". وَقَدْ أَوْرَدَ الإمامُ العَلَّامَةُ أَبُو الطَّيبِ اللُّغَويُّ الحَلَبِيُّ هَذِهِ اللَّفْظَةُ في الأضْدَادِ لَهُ (٢/ ٥٨٩) قَال: "وَمِنَ الأضدَادِ - زَعَمَ بَعْضُهُم - القُرحان: يُقَالُ: رَجُلٌ قُرْحَانٌ: إِذَا كَانَ قَدْ مَسَّهُ القَرْحُ، ويُقَالُ: رَجُلٌ قُرْحَانٌ للَّذِي لَمْ يَمْسَسْهُ قَرْحٌ ولا جُدَرِيٌّ ولا حَصْبَةٌ ولا طَاعُوْنٌ قَطُّ، وامْرَأَةُ قُرْحَانُ أَيضًا ... ونَقَلَ عن أَبِي حَاتِمٍ قَوْلَهُ: "فَأَمَّا القُرْحَانُ الَّذِي لَمْ يَمَسُهُ القَرْحُ فَلَا أَعْرِفُهُ". وفي المُحْكَم: "القُرْحَانُ من الإبِل: الَّذي لم يُصِبْهُ جَرَبٌ، ومِنَ النَاسِ: الَّذي لَمْ يُصِبْهُ جُدَرِيٌّ وكذلك الاثْنَانِ والجَمِيع والمُؤَنَّثِ".(١) يُراجعْ: غرِيبُ الحَدِيثِ لأبِي عُبَيدٍ (٢/ ١٨)، قَال: "كَانَ أَبُو عُبَيدَةَ يَقُوْلُ: هُوَ شَبِيهٌ بالمَنْظَرِ من مَنَاظِرِ العَجَمِ كَهَيئَةِ الصَّوْمَعَةِ والبِنَاءِ المُرْتَفِعِ" وفي الصِّحَاحِ للجَوْهَرِيِّ (طَرْبَلَ): "الطُّرْبَالُ: القِطْعَةُ العَالِيَةُ من الجِدَارِ والصَّخْرَةِ العَظِيمَةِ المُشرِفَةِ من الجَبَلِ، وطَرَابِيلُ =
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute