وأَبْسَسْتُ فَيَكُوْنُ مَعْنَى يَبِسُّوْنَ يَزْجُرُوْنَ دَوَابَّهُمْ وَيَسُوْقُوْنَهَا، وَهَذَا كَلَامُ أَنْذَرَ فِيهِ بِمَا يَكُوْنُ بَعْدَهُ.
- وَ [قَوْلُهُ: "العَوَافِي الطَّير والسِّبَاعِ"] [٨] العَوَافِي: مِنْ عَفْتَّ الشَّيءَ تَعْفُوْهُ: إِذَا قَصَدْتَهُ، يُقَالُ: عَفَاهُ يَعْفُوْهُ عَفْوًا واعْتَفَاهُ يَعْتَفِيهِ اعْتِفَاءً، فَهُوَ عَافٍ ومُعتَفٍ: إِذَا قَصَدَهُ، وَمِنْهُ قِيلَ للسَّائِلِ عَافٍ، وَلِذلِكَ سُمِّيَتِ الطَّيرُ والسِّبَاعُ عَوَافٍ بِقَصْدِهَا الشَّيءَ.
- وَ [قَوْلُهُ: "فَيُغَذِّيَ"]. يُقَالُ: [غَذَى] وغَذَّى بِمَعْنَى: نرْلَ دَفْعَةً بَعْدَ دَفْعَةٍ، يُقَالُ: غَذَى بِبَوْلِهِ وغَذَّى: إِذَا قَطَعَهُ.
- وَ [قَوْلُهُ: " .. أنَّه بَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ بنَ عَبْدِ العَزِيزِ حِينَ خَرَجَ مِنَ المَدِينَةِ التَفَتَ إِلَيهَا فَبَكَى، ثُمَّ قال: يَا مَزَاحِمَ"] [٩]. خُرُوْجُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيزِ عَنِ المَدِينَةِ لَمْ يَكُنْ رَغْبَةً عَنْهَا، وإِنَّمَا عَزَلَهُ الوَليدُ عَنْهَا، وَوَلَّى عُثْمَانَ بن يَحْيَى المُزَنِيَّ (١) سقَايَةَ الحَاجِّ، فَقَدْ عُلِمَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِمَّنْ نَفَتِ المَدِينَةُ، وَلَا مِمَّنْ رَغِبَ عَنْهَا، وَلكِنَّهُ أَخْرَجَ كَلَامَهُ مَخْرَجَ الإشفَاقِ، ومُزَاحِمٌ مَوْلَاهُ (٢).
= "بَسْ" أَو "بِسْ" "بِسْ" وأكثر مَا يُقَالُ بالفَتْحِ، وهو صَوْتُ الزَّجْرِ للسَّوْقِ، إِذَا سُقْتَ حِمَارًا أَوْ غَيرِهِ، وَهُوَ مِنْ كَلَامِ أَهْلِ اليَمَنِ، وفِيهِ لُغَتَانِ: بَسَسْتُ وأَبْسَسْتُ فيكونُ على هَذَا القِيَاسِ: يَبُسُّون ويَبِسُّون". وتَقُوْلُ العَرَبُ: نَاقَةٌ بَسُوْسٌ: إِذَا كَانَتْ تَدُرُّ عنْدَ الإِبْسَاسِ. ولعلَّ "البَسُوْسَ" النَّاقَةَ المَشهُوْرَةَ الَّتي تَسَبَّبَت في الحَرْبِ المَشْهُوْرَةِ منْ هَذَا والله أَعْلَمُ.(١) عُثْمَانُ بنُ يَحْيَى المُزَنِيُّ هَذَا لَمْ يَذكُرْهُ الفَاسِيُّ في "العِقْد الثَّمين" ولا السَّخَاويُّ في "التُّحْفَةِ اللَّطِيفَة"؟ ! ويلزمها ذكره.(٢) له ذكرٌ في عيون الأخبار لابن قُتَيبَةَ (٢/ ١٨).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute