- وَ [قَوْلُهُ: "قَدْ أُضمِرَتْ مِنَ الحَفْيَاءِ"] [٤٥]. الحَفْيَاءُ (١): مَوْضِعٌ، في بَعْضِ النُّسَخِ مَمْدُوْدٌ، وفي بَعْضِهَا مَقْصُوْرٌ، وَلَمْ أَرَ فِيهِ ضَبْطًا لأحَدٍ مِمَّنْ تَكَلَّم في المَقْصُوْرِ والمَمْدُوْدِ.
- وَ [قَوْلُهُ: "وَكَانَ أمَدَهِا ثَنِيّةُ الوَدَاعِ"] الأمَدُ والمَدَى: الغَايَةُ. والثّنَيّهُ: الطَّرِيقُ في الجَبَلِ، وَهِيَ هُنَا مَوْضِع بِمَكَّةَ دَخَلَ مِنْهَا رَسُوْلُ اللهِ [صلى الله عليه وسلم] عَامَ الفَتحِ (٢)
(١) معجم ما استعجم (٤٥٨)، ومعجم البُلدان (٢/ ٢٧٦)، والمغانم المطابة (١١٧) قال البكريُّ: "بفتح أوله وبالياء أحَبّ الواو، ممدود على مثال علياء، وهو موضعٌ قرب المَدِينَةِ". وقال ياقوتُ -وضبطه كما تقدم تقريبًا-: "أَجْرَى منه رَسُوْلُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الخَيلَ في السِّباقِ، قال الحَازمِيُّ: وَرَوَاهُ غَيرُهُ بالفَتح والقَصْرِ. وقَال البُخَاريُّ: قَال سُفْيَانُ: بَينَ الحَفْيَاء إلى الثنيَّة خَمْسَةُ أَمْيَالِ أو سِتَّةُ. وَقَال ابنُ عُقْبَةَ: ستَّةٌ أو سبْعَةٌ، وقد ضَبَطَهُ بَعْضُهُم بالضَمِّ والقَصْرِ، وهو خَطَأٌ كَذَا قَال عياضٌ" ويُراجع كتاب الأمَاكِنِ للحَازِميِّ (١/ ٣٧١).(٢) هَذَا كَلَامٌ غَيرُ مُسْتَقِيمٍ، وهو خَطَأٌ مَحْضٌ، ولَيسَ مِنَ السَّهْو، فَلَرُبَّمَا قِيلَ: إِنَه أَرَادَ أَنْ يَقُوْلَ المَدِينةَ فَقَال مَكَّةَ سبق قَلَمٍ أَو سبقُ ذِهْنٍ لكِنَّ قَولَهُ: "عَامَ الفَتْحِ" يؤكد خَطَأ مَا ذَهَبَ إِلَيهِ رحمه الله، وعفا عَنَّا وعنه، ومثله فَعَلَ اليَفْرَنيُّ في "الاقتضاب" وعنه نَقَلَ، وبِهِ اقْتَدَى، وزَادَ: وَإِمَاءُ مَكَّةَ يُصَفِّقْنَ ويُغَنِّينَ ...طَلَعَ البَدْرُ عَلَينَا ... مِنْ ثَنِيّات الوَدَاعْوَجَبَ الشُّكْرُ عَلَينَا ... مَا دَعَا للهِ دَاعْوالثنِيةُ الَّتِي دَخَلَ مِنْهَا النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الفَتح هي ثَنِيَّةُ أَذاخر، ومعروفٌ لَدَى الخَاصَّةِ والعامَّة أَنَّ ثَنِيةَ الوَدَاعِ بالمَدِينةِ لا بمكَّةَ، وأَنه - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ مِنْهَا حينَ قَدِمَ - صلى الله عليه وسلم - المَدِينهَ مُهَاجِرًا، وغنَّت لَهُ إِماء المدِينَة الأبيات المذكورة؟ ! . قَال يَاقُوت في مُعجم البُلدان (٢/ ٨٦): "بفتح الواو وهو اسمٌ من التَّوديع عند الرَّحِيلِ، وهي ثنية مُشرِفَةٌ على المَدِينَةِ يَطَؤُهَا مَنْ يريدُ مَكَّةَ، واختُلِفَ في تَسْمِيَتِهَا بذلِك .... ".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute