وَفِي ذلِكَ قَوْلانِ، زَعَمَ قَوْمٌ أَنّه خَفْضٌ عَلَى الجِوَارِ، كَمَا قَال امْرُؤُ القَيسِ (١):
* صَفِيفَ شِوَاءٍ أَوْ قَدِيرٍ مُعَجَّلِ *
وَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَقُوْلَ: "أَوْ قَدِيرًا"، وَكَمَا قَال زهُيرٌ (٢):
* ... سَوَافِي المُوْرِ والقَطْرِ *
وَقَال النَّابِغَةُ (٣):
لَمْ يَبْقَ إلَّا أَسِيرٌ غَيرُ مُنْقَلِبٍ ... أَوْ مُوْثَقٍ في حِبَالِ القَدِّ مَسْلُوْبِ
وَقِيلَ: إِنَّ الأرْجُلَ مَعْطُوْفَةٌ عَلَى الرُّؤُوسِ عَلَى مَا يَنْبَغِي مِنَ العَطْفِ.
فَإِنْ قِيلَ: كَيفَ يَصِحُّ عَطْفُهَا عَلَى الرُّؤُوْسِ، والرُّؤُوْسُ مَمْسُوْحَةٌ وَالأرْجُلُ مَغْسُوْلَةٌ؟ .
فَالجَوَابُ عَن ذلِكَ مِنْ وَجْهَينِ، كِلاهُمَا مُقْنِعٌ.
أَحَدُهَا (٤): أَنَّ العَرَبَ قَدْ تَعْطِفُ الشَّيءَ عَلَى الشَّيءِ وإِن اخْتَلَفَ مَعْنيَاهُمَا
= زَادِ المَسِيرِ (٢/ ٣٠٢).(١) ديوان امرئ القَيس (٢٢)، وصدره:* وَظَلَّ طُهَاةُ اللَّحْمِ مِنْ بَينِ مُنْضِجٍ *ويُرَاجَعُ: شَرْحُ أَبِي عَاصِم البَطَلْيَوْسِيِّ (١/ ١٠٦)، وشرح القَصَائِدِ لابنِ الأنْبَارِيِّ (٦٧)، وَشَرْحُهَا لابنِ النَّحَّاسِ (١/ ١٨٣).(٢) شَرْحُ ديوان زُهَيرٍ (٨٧) والبيتُ بتمامه هُنَاكَ:لَعِبَ الرِّياحُ بها وغَيَّرَهُ ... بَعْدِي سَوَافِي المُوْرِ والقَطْرِ... وقال: لأنَّهَ لا سَوَافِيَ للقَطْرِ، كَمَا قَالُوا: "جِحْرُ ضَبٍّ خَرِبِ".(٣) ديوانه (٥٢).(٤) ساقط من (س).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute