كانَ رجل يكتب للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وكانَ [قد] قرأَ البقرة وآل عمران - وكانَ الرَّجل إِذا قرأَ (البقرة) و (آل عمران) عُدّ فينا ذا شأن - وكانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُملي عليه {غَفُورًا رَحِيمًا} فيكتب {عَفُوًّا غَفُورًا}، فيقول النبيّ:"اكتب" ويملي عليه {عَلِيمًا حَكِيمًا} فيكتب: {سَمِيعًا بَصِيرًا}، فيقول النبي:
"اكتب أَيّهما شئتَ" -، [قال:] فارتدَّ [عن الإسلام]؛ فلحقَ بالمشركين، فقال: أَنا أَعلمُكم بمحمد، إِن كنتُ لأَكتب ما شئت! فماتَ؛ فبلغَ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال:
"إنَّ الأَرض لن تقبله".
قال:[فـ]ـقال أَبو طلحة: فأتيتُ تلك الأَرض التي ماتَ فيها، وقد علمتُ أنَّ الذي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما قال، فوجدته منبوذًا، فقلت: ما شأن هذا؟! فقالوا: دفناه فلم تقبلْه الأَرض.
صحيح:"التعليقات الحسان"(٧٤١): ق دون ما بين العلامتين (-)(١).
١٢٦٩ - [٥٩٥٥ - عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال:
(١) قلت: وهي زيادة مشكلة في الظاهر، وإسنادها صحيح، وأَخرجه الطحاوي (٤/ ٢٤٠)، وأَحمد (٣/ ١٢١)، ثلاثتهم بأَسانيد صحيحة عن حميد، وقد صرّح بسماعه عند المؤلف كما ترى. وقد أَخرجه البخاريّ (٣٦١٧) من طريق عبد العزيز، ومسلم (٨/ ١٢٤) من طريق ثابت؛ كلاهما عن أَنس نحوه دون الزيادة، فيمكن أن تعلَّ بالشذوذ والمخالفة، وقد حملها الطحاويّ على أنَّ الكتابة لم تكن في القرآن، وإنّما فيما كان يمليه - صلى الله عليه وسلم - على ذلك الكاتب من كَتْبِه إِلى النّاس يدعوهم إِلى الإِسلام، وليس في الحديث ما ينفي هذا التأويل، والله أَعلم.