لا يسترقون (١)، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربِّهم يتوكلون".
فقال عكَّاشة: ادعُ الله أَن يجعلني منهم! فقال:
"اللهمَّ! اجعله منهم".
ثمَّ قال رجل آخر: ادعُ اللهَ أن يجعلني منهم! قال:
"سَبَقَكَ بها عكَّاشة".
(قلت): وقد تقدّم حديث الفلتان بن عاصم فيمن يدخل الجنّة بغير حساب في (علامات النبوّة) في "باب فيما كان عند أَهل الكتاب من علامات نبوّته - صلى الله عليه وسلم -".
حسن صحيح - التعليق على "الإحسان" (٧/ ٦٢٨).
١٣ - باب عرض الزيادة على أَهل الجنّة
٢٢٣٧ - ٢٦٤٧ - عن جابر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"إِذا دخلَ أَهل الجنّة الجنّة؛ قال الله جلَّ وعلا: أَتشتهون شيئًا [فأزيدَكم](٢)؟! قالوا: ربّنا! وما فوق ما أَعطيتنا؟! فيقول: بل رضاي أَكبر" (٣).
(١) أي: لا يطلبون الرقية من غيرهم، توكلًا منهم على ربِّهم، وأما زيادة: "لا يرقون" التي وقعت في بعض طرق الحديث عن ابن عباس في "مسلم" (١/ ١٨٣)؛ فهي شاذّة، زادها بعض رواته مكان قول: "لا يكتوون"؛ فزاد ونقص، ولذلك ضعفها شيخُ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله. والنظرُ الصحيحُ في معناها يؤكدُ ذلك؛ لأنَّ الرقية لا تنافي التوكل، بخلاف الاسترقاء، ولذلك تتابعت الأَحاديث في رقيته - صلى الله عليه وسلم - لغيره وحضه على ذلك، بل وثبت أنّه - صلى الله عليه وسلم - رقاه جبريل بدون طلب منه - صلى الله عليه وسلم -، كما تقدّم ذلك في (٢١ - كتاب الطب/ ٨ - باب الرقى). (٢) زيادة من طبعتي "الإحسان"، ومصادر التخريج. (٣) كذا الأصل، وكذلك هو في أكثر مصادر التخريج. ووقع في طبعتي "الإحسان": "أكثر". =