٧٨ - وعن بريدة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «في الإنسان ستون وثلاث مئة مفصل، فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منها صدقة»، قالوا: فمن الذي يطيق ذلك يا رسول الله؟ قال: «النخاعة في المسجد تدفنها، أو الشيء تنجيه عن الطريق، فإن لم تقدر فركعتي (١) الضحى تجزئ عنك» (٢).
رواه أبو داود وابن حبان وقال: هذه سنة تفرد بها أهل مرو والبصرة (٣).
وأراد بحديث أهل مرو حديث بريدة هذا، وبحديث أهل البصرة حديث أبي ذر عند مسلم:«يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى»(٤).
* * *
(١) جاء فوقها في (ل) و (ظ) كلمة: «كذا». وفي هامش (ل) بخط متأخر: «صوابه: فركعتا». وقال المصنف في «طرح التثريب» (٣/ ٧٠): كذا في أصلنا بالياء ولا وجه لنصبه وليس فيه سوى الرفع، وهو في «سنن أبي داود» بالألف، وهو الصواب، والظاهر أن الذي في أصلنا تساهل في الكتابة، وهو مرفوع. اه. قلت: والذي في «المسند» (٢٢٩٩٨) عندنا بالرفع أيضا، يصحح منه ما هاهنا. (٢) أخرجه أحمد (٢٢٩٩٨)، وإسناده قوي، فيه حسين بن واقد المروزي، روى له أصحاب السنن والبخاري تعليقا ومسلم متابعة، وهو صدوق لا بأس به. والحديث متابع بحديث أبي ذر الآتي. وقوله: «المفصل» بفتح الميم وكسر الصاد، ملتقى كل عظمين من الجسد. وقوله: النخاعة، هي ما يطرحه الإنسان من فيه من رطوبة صدره أو رأسه، وهي النخامة والبزقة، وقوله: تنحيه: تبعده. انظر: «طرح التثريب» (٣/ ٦٩). (٣) أخرجه أبو داود (٥٢٤٢)، وابن حبان (١٦٤٢). (٤) أخرجه مسلم (٧٢٠). وقوله: «سلامى»: هي عظام البدن ومفاصله انظر: «طرح التثريب» (٣/ ٦٩).