المتصلة، جمعه لابنه أبي زرعة ولي الدين أحمد، وأسمعه إياه، وحفظه، واقتدى الناس به، فأخذوا بالاشتغال به سماعا وحفظا وفهما.
وجدير بطلبة العلم في يومنا هذا الاقتداء بمن سلف، فيأخذون الحديث كأخذهم، ويشتغلون اشتغالهم، إذ ليس بعد التسهيل والتيسير عذر.
والكتاب على أهميته وكثرة فوائده ومنافعه، غاب عن كثير من المتعلمين والمعلمين، وخاصة المختصين في علم الحديث النبوي، مع أنه عظيم الفائدة فيه صنعة حديثية مبتكرة في ترتيب الأسانيد مع المتون في اختصار، وكذلك للمشتغلين في الفقه، فكم يقرب الأسانيد مع المتون، ويدل على اختلاف الألفاظ مع صحة الإسناد.
واليوم يحمد الله ننشر هذا الكتاب بحلته الجديدة، بعد أن سهل الله لنا أصولا خطية جيدة ونفيسة في غاية النفاسة، الأول منها تاريخه متقدم، قبل وفاة المصنف (٧٧٦ هـ)، سمع على مصنفه الحافظ زين الدين العراقي، وبقراءة ابنه أبي زرعة ولي الدين، وبحضور جماعة من الأفاضل، منهم الحافظ نور الدين الهيثمي، وفي آخره خط المؤلف يبين هذا السماع. وفي سنة (٨٨١ هـ) قوبل على نسختين أخريين: الأولى بخط الحافظ البوصيري تلميذ المصنف، والأخرى عليها خطه، وقرئ أيضا، وفي أثناء القراءة كان يرجع إلى نسخة الحافظ ابن حجر العسقلاني.
وأما الثاني منها فهو أصل جيد قوبل وقرئ على ولد المصنف أبي زرعة أحمد ابن العراقي وعليه خطه.