وعلي بن طلق الحنفي اليمامي الصحابي، روى عنه مسلم بن سلام.
روى له: أبو داود، والترمذي، والنسائي (١) .
قوله: " إذا فسى " من فسى يفسو فسواً، والاسم الفساء بالمد، وبهذا
الحديث استدل الشافعي، ومالك، وأحمد: أن المصلي إذا أصابه الحدث
يتوضأ ويعيد الصلاة. وقال أصحابنا: يتوضأ ثم يبني على صلاته،
و" (٢) استدلوا بما أخرجه ابن ماجه في " سننه " (٣) في الصلاة عن
إسماعيل بن عياش، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة
قالت: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من أصابه قيء أو رعاف أو قلس أو مذي
فلينصرف فليتوضأ، ثم لبين على صلاته، وهو في ذلك لا يتكلم ".
ورواه الدارقطني في " سننه " (٤) ولفظه قال: " إذا قاء أحدكم في
صلاته، أو قلس فلينصرف، فليتوضأ، ثم لبين على ما مضى من صلاته
ما لم يتكلم "، قال الدارقطني: الحفاظ من أصحاب ابن جريج يروونه
عن ابن جريج، عن أبيه، عن النبي- عليه السلام- مرسلاً.
ورواه ابن عدي أيضاً في " الكامل " (٥) . ورواه عبد الرزاق عن ابن
جريج مرسلاً. وقال: هذا هو الصحيح.
وبما رواه الدارقطني (٦) أيضاً عن عمر بن رياح: ثنا عبد الله بن
طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس قال: " كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا رعف
في صلاته توضأ، ثم بنى على ما بقي من صلاته ".
وأخرج ابن أبي شيبة في " مصنفه " نحو هذا الحديث موقوفاً على عمر
ابن الخطاب، علي بن أبي طالب، وأبي بكر الصّدّيق، وسلمان،
(١) انظر ترجمته في: الاستيعاب بهامش الإصابة (٣/٦٩) ، وأسد الغابة
(٤/١٢٥) ، والإصابة (٢/٥١٠) .
(٢) انظر: نصب الراية (٢/٦١- ٦٢) .
(٣) كتاب إقامة الصلاة، باب: ما جاء في البناء على الصلاة (١٢٢١) .
(٤) (١/١٥٣- ١٥٤) .
(٥) (١/٤٨٠- ترجمة إسماعيل بن عياش) .
(٦) (١/١٥٦- ١٥٧) .