قال رسول الله- عليه السلامِ-: " فيما سقت السماء والأنهارُ والعيُونُ، أوْ كَانَ بَعْلاً العُشْرُ، وفيما سقي بالسوَانِي أو النَّضح نصفُ العُشْرِ "(١) .
ش- العُشر في الموضعين مرفوع بالابتداء، وخبر الأول قوله:" فيما سقت السماء"، وخبر الثاني قوله:" وفيما سقي " والمراد من السماء المطر، لأنه ينزل منه، قال تعالى:{وَأنزَلنَا من السَّمَاء مَاء طَهُورا}(٢) .
قوله:" أو كان بعلاً" البعل- بفتح الباء الموحدة، وسكون العين المهملة، وفي آخره لام- وهو ما شرب من النخيل بعروقه من الأرض من غير سقي سماء ولا غيرها. قال الأزهري: هو ما ينبت من النخل في أرض يقرب ماؤها، فرسخت عروقها في الماء، واستغنت عن ماء السماء والأنهار وغيرها.
وقال بعضهم: البعل والعَذي واحد، وهو ما سقته السماء. وقال غيره: العَذي ما سقته السماء والبعل ما ذكرناه.
وقال الجوهري: العَذْي- بالتسكين- الزرع لا يسقيه إلا ماء المطر. قلت: هو بالعين المهملة، والذال المعجمة.
قوله:"بالسواني" هي جمع سانية، وهي الناقة التي يستقى عليها، ومنه حديث البعير الذي اشتكى إليه فقال أهله " كنا نَسْنُو عليه" أي نستقي. وقيل: السانية. الدلو العظيمة، وأداتها التي يستقى بها، ثم سميت الدواب سواني لاستقائها وكذلك المستقي بها سانية أيضاً
(١) البخاري: كتاب الزكاة، باب: فيما يسقى من ماء السماء وبالماء الجاري (١٤٨٣) ، الترمذي: كتاب الزكاة، باب: ما جاء في الصدقة فيما يسقى بالأنهار وغيره (٦٤٠) ، النسائي: كتاب الزكاة، باب ما يوجب العشر وما يوجب نصف العشر (٥/ ٤٠) ، ابن ماجه: كتاب الزكاة، باب: صدقة الزروع والثمار (١٨١٧) . (٢) سورة الفرقان: (٤٨) .