حنبل وأبو زرعة: ثقة. توفي سنة ثمان وعشرين ومائة. روى له الجماعة (١) .
قوله:" لجمعة" بلام التأكيد خبر " إن".
قوله:" بجواثا " أي: في جواثا- بضم الجيم وواو مخففة، ومنهم مَن يَهمزها.
قوله:" قرية " بالجرّ على أنها بدل من قوله: " بجواثا". وقال الزمخشري: جواثا: حصْن بالبحرَيْن. وقال البكري: هو بضم أوله على وزن فُعالى مَدينة بالبَحرين لعَبْد القيس؛ قال امرئ القيس:
ورحنا كأنا في جُواثا عشية ... يُعَالى النعاج بين عِدْلٍ ومُحقَب
يُريد كأنا من تُجّار جُواثا لكثرة ما معهم من الصيْد، وأراد كثرة أمتعة تجار جُواثا. وهو معنى قوله:" قال عثمان " أي: عثمان بن أبي شيبة: قريةٍ من قرى عَبْد القيس.
وبهذا الحديث استدلت الشافعية أن الجمعة تقامُ في القرية إذا كان فيها أربعون رجلاً أحراراً مقيمين، حتى قال البَيْهقي:" باب العدد الذين إذا كانوا في قرية وجبت عليهم " ثم ذكر فيه إقامة الجمعة بجُواثا.
قلنا: لا نُسلم أنها قريةٌ؛ بل هي مدينةٌ كما قال البكري، حتى قيل: كان يَسكنُ فيها فوق أربعة آلاف نفس، والقرية لا تكون كذلك، والقرية - أيضا تطلق على المدينة، قال تعالى:"عَلَى رَجُلٍ منَ القَرْيَتَيْنِ "(٢) وهما: مكة والطائف، وتسمى مكة أم القرى، ولئن سلمنا أنها قريةٌ فليس في الحديث أنه- عليه السلام- اطلع على ذلك وأقرّهم عليه. والحديث: أخرجه البخاري.
وقد اختلف العلماء في الموضع الذي تقام فيه الجمعة؛ فقال مالك:
(١) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (٦٤٠٨/٢٩) . (٢) سورة الزخرف: (٣١) .